17 سبتمبر 2025
تسجيلكوكب الأرض كوكبنا الذي يحتضننا جميعاً والذي يجعل منا نحن وشركائنا الآخرين من الكائنات الحية مواطنين لهذا الكوكب الوطن الذي بذل لنا وبكل سخاء كل خيراته ونعمه. ورغم غضبات كوكبنا التي تظهر أحياناً بصورة زلازل أو براكين أو أعاصير وعواصف في منطقة ما من الأرض إلا أنه ظل دوماً كوكبنا السخي المعطاء. وتميز كوكبنا الفريد بتوازن دقيق بين مكونات أنظمته البيئية المختلفة وكان لهذا التوازن الدقيق بين الحيوانات بأنواعها البدائي والمتطور والنباتات والبيئة المحيطة الحاضنة لهم الفضل في استمرار الحياة على هذه الأرض لملايين السنين، هذا التوازن الذي جوهره أن الكائنات الحية كلها من الكائنات وحيدة الخلية مثل الأميبا إلى أضخم الكائنات مثل الأفيال والدببة كلها تعتمد على بعضها البعض في سلسلة غذائية معقدة بحيث إذا انقرض أحد الأنواع تعرض النوع الذي يليه ويعتمد عليه كمصدر لغذائه للانقراض، هذا التوازن الذي حافظت عليه الكائنات الحيه منذ وجدت على سطح هذا الكوكب، إلى أن أتى الانسان والذي أفتى لنفسه بأحقيته في السيطرة والتملك لموارد الأرض سواء ضد الكائنات الحية الأخرى من شركائنا في الأرض من حيوانات ونباتات أو ضد الجماعات والأقوام والشعوب الأخرى من بني جنسه من البشر وبدأ الاختلال في التوازن الدقيق وأخذ في الازدياد كلما ارتقى الإنسان في سلم الحضارة والمدنية إلى ان وصل إلى ذروته مع الثورة الصناعية الحديثة وازدادت وتيرة الاختلال في العقود الأخيرة التي أفرط الإنسان وأمعن خلالها في تلويث الأرض والمياه وإطلاق الغازات السامة والمركبات الكيمياوية والاشعاعات الضارة من مخلفات الحروب الحديثة والصناعات المتطورة. وفجأة ضج كوكبنا الأرض بالشكوى، فالغازات السامة التي أخلت بنسب المكونات الدقيقة للغلاف الجوي والتي أخذت تهدد الكائنات الحية بالفناء والتي من نتائجها أيضاً الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة أو ما يسمى بالاحتباس الحراري، والذي ضمن نتائجه الكارثية ذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي مما يعني ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار تلك الكارثة التي تهدد الكثير من المدن والقرى الساحلية والجزر بالغرق، ومن الكوارث التي ظهرت في السنوات الأخيرة كذلك الازدياد غير المسبوق للأعاصير والعواصف وفي أماكن لم تكن ضمن المناطق المعرضة من قبل. كل هذه المخاطر التي تحيط بالأرض والتي سببها الانسان والتي باتت تهدد حياة كل سكان الأرض من بشر وحيوانات ونباتات وتهدد أيضاً مستقبل الأرض ككوكب حي. وبهذا يعطينا كوكبنا درساً نرجو ألا يكون الدرس الأخير بأن الأرض وطننا جميعاً وأن من يعتقدون بضرورة إفناء أعدائهم من الشعوب الأخرى إنهم وأعداءهم باتوا في خطر مشترك محدق بهم يهددهم ويتربص بهم جميعاً لأننا نسكن وطناً واحداً كبيراً هو الأرض وطننا جميعاً.