31 أكتوبر 2025
تسجيلفي ظل التصعيد والجمود الواضح في الأزمة الخليجية، والوضع الحرج الذي تمرُّ به المنطقة العربية الذي جعل البيت الواحد متصدعًا، وغدَا الأشقاء قلوبهم شتَّى، فإذا تفقدنا معًا تاريخ أمة الإسلام وجدنا أنها أمة الابتلاءات على مرِّ العصور والأزمان، وربما كان ذلك من الله رِفعةً لنا في الدرجات، وتذكيرًا لنا بالثبات، واللجوء إليه في المُلِمَّات، فهو وحده القادر على تضميد جراحات الأمة في كل الأوقات.هذه الأزمة مع قساوتها قد جلَّت لنا الكثيرَ من الأشخاص، ووضَّحت الأخلاق الحسنة وكذلك الرديئة ممن يحاولون التمسك بتعاليم الدين ولا يخوضُون مع الخائضين، ومنهم من أظهرت الأزمة الوجه القبيح والخلق الرديء لهم، فتراهم لا يراعون حُرمة للدين أو النسب.لسان حالنا يقول:جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ***وَإِنْ كَانَتْ تُغَصِّصُنِي بِرِيقِيوَمَا شُكْرِي لَهَا حَمْدًا وَلَكِنْ***عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِيوهذا السبب الحقيقي الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه من التناحر والشقاق، إنها الأخلاق التي اندثرت عند الكثيرين، إلا مَن رحم ربي، ولا شك أن الأخلاق هي أساس الدين العظيم ومبناه ولُبَّه وجوهر دعوته يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ))، ويقول صلوات الله وسلامه عليه: ((أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا)). رواه الترمذي.فديننا دين أخلاق يحثنا على التحلي بأحسنها، ويعدنا بجزيل الثواب لصاحب الأخلاق الرفيعة؛ فقد جاء في الحديث عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ)). حسنه الألباني.فيا أيها المسلم احرص على نيل هذا الشرف وتلك المكانة بحُسْن أخلاقك، وانظر هذا الكلام النفيس يقول الشاعر:إنما الأمم الأخلاق ما بقيت***فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبواصلاح أمرك للأخلاق مرجعه***فقوِّم النفس بالأخلاق تستقمإذا أصيب القوم في أخلاقهم***فأقم عليهم مأتمًا وعويلًافالأمم تضمحلُّ وتندثر إذا ما انعدمت فيها الأخلاق.•دعاء:اللهم جمِّلنا بأحسن الأخلاق وجنِّبنا التفرُّق والشقاق، اللهم اجمع أمة الإسلام على كلمة سواء واكفنا شر كيد الأعداء.