16 سبتمبر 2025
تسجيللم أكن أعلم أنني دخلت المنطقة الملتهبة في العلاقات الأسرية بمقالي الأسبوع الماضي عن الحماة ومجالس النميمة، ولم أتخيل هذا السيل من الرسائل والتعليقات معظمها أكد على ما ذكرت وبعضها انحاز لطرف الحماة على طرف زوجة الابن، وأهم الرسائل التي جاءتني هي أن أكتب عن زوجة الابن وكيفية اختيارها حتى أكون عادلة بالكتابة عن طرفي الصراع الذي لا ينتهي، والحقيقة إن أي رجل يسعى لاختيار فتاة أحلامه بدقة، لأنه يعلم أنه سيقضي معها باقي عمره، وسوف تكون إما مصدر شقائه الدائم، أو مصدر سعادته وفرحته التي تعينه على إكمال الطريق واستقرار حياته الزوجية، والسعي نحو تحقيق باقي أحلامه، وإن أي حماة ( أم زوج ) منتظرة أو أم لهذا الرجل تتمنى لابنها فتاة محترمة مهذبة تتحمل المسؤولية وتكون مصدر هدوء وسكينة للأسرة وليس مصدراً لحريق يعلم الله وحده متى سيخمد، والحقيقة لقد قرأت عشرات الدرسات التي تحدد مواصفات زوجة الابن المميزة من هذه الصفات التي أتمنى أن أجدها في زوجة ابني المستقبلية والتي أنقلها لكم منها أن تكون كالتالي :- رحيمة: لا تختر فتاة قاسية القلب، أو لا تشعر بآلام وأوجاع المحيطين بها، لأنها ستعاملك بنفس الطريقة في النهاية، حتى لو أظهرت عكس ذلك في بداية تعارفكما، من الطبيعي أن تمتلئ مرحلة التعارف الأولى بالمجاملات ومحاولة كل طرف إبهار الآخر وإبراز أفضل ما لديه، لكن الصفات الأصيلة سرعان ما تطفو على السطح بعد الزواج، لاحظ معاملتها مع الحيوانات الضالة، والأطفال ، وأفراد أسرتها، وزميلاتها، ومن يطلب مساعدة في الطريق، وبالتأكيد سوف تستشف إذا ما كانت رحيمة فعلا أم مدعية لذلك، أنيقة: المرأة الأنيقة تهتم بنفسها وبزوجها وأولادها فيما بعد، وتحرص على أن يكون بيتها نظيفا مرتبا، وهو ما يريح العين، ويشرح القلب، ويساعدك على التركيز، والأناقة لا علاقة لها بارتفاع ثمن الثياب أو العطور أو الإكسسوارات التي تضعها، وإنما بالذوق العام والقدرة على تحقيق التناسق في الألوان، واختيار الملابس الملائمة لكل مناسبة وحدث مرحة: لا تخلو الحياة من المنغصات، والمشاكل، كلما كانت المرأة مرحة، كانت قادرة على تبديل مزاجك، ومنحك أوقاتا من البهجة لا تنسى، لا تختر فتاة تميل للكآبة والنكد، فسوف ينعكس مزاجها الشخصي عليك وعلى حياتك فيما بعد، ليس المقصود بالتأكيد أن تكون مهرجة وتلقي النكات باليمين واليسار، وإنما أن تجيد الابتسامة، وتميل للدعابة، وتحرص على إبهاجك، ولا تسيء فهمك . تتحمل المسؤولية: الحياة العصرية أنتجت أجيالا من الفتيات غير القادرات على تحمل المسؤولية، فكل شيء تحت أيديهن، وكل وسائل الراحة متاحة ومتوفرة، الحياة الزوجية تختلف، فلها مصاعبها، ومسؤولياتها التي يجب أن يتشارك الطرفان في حملها، لا الرجل وحده ومن خلال تعاملك معها في فترة التعارف، من تعليقاتها، وحكايات الأهل عنها، سوف تعرف إذا كانت قادرة على تحمل عبء إدارة حياة وزوج وأولاد، أم أنها لا ترى في مسألة الإرتباط بأكملها إلا وسيلة للبس الفستان الأبيض وزيادة رصديها من الحليّ الذهبية، متفهّمة: لا تسير الحياة دائما على وتيرة واحدة، هناك أوقات الصفاء، وهناك أيضا أوقات الضيق والعوز، هناك فترات المرح والفرفشة، وهناك أوقات الحزن والألم، هناك أوقات يفقد فيها المرء أعصابه، ويتحول طفلا صغيراً متشبثا برأيه ومصمما عليه ولو كان خاطئا، وهناك أوقات يتسع صدر المرء فيها لتقبل كل شيء، إن لم تكن المرأة متفهمة لجميع هذه الأطوار، وتعرف كيف تدبر أمورها خلالها، وتمشي بالسفينة لوجهتها المقصودة، فهي لا تصلح لك، ولن تمثل عونا ذا قيمة في رحلة الحياة، اختر من تتفهمك، وتتحملك، ويمكنها أن تتعامل معك في جميع أحوالك، وأخيرا هناك القاعدة المحمدية التي وضعها سيد الخلق وخاتم الأنبياء نبينا محمد -عليه الصلاة وأفضل السلام- قبل أربعة عشر قرناً من الزمن، وهي " فاظفر بذات الدين تربت يداك " وسلامتكم.