16 سبتمبر 2025

تسجيل

الشعب المصري ومستقبل الوحدة

26 أكتوبر 2013

الوحدة الوطنية المصرية مرت بعدة محطات من زمن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فذاك العهد هو العهد الذهبي لتلك الوحدة، فالمواطن المصري آنذاك سيطر على تكوينه الروحي الحب الجنوني لمصر وأرضها وسطّر أروع وأنبل مشاعر الحب والولاء والطاعة لها رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها الشعب آنذاك إلا أنهم ساروا في طريق ورددوا قول الشاعر         أحبك حبا لو يفض يسيره على ....... الخلق مات الخلق من شـدة الحب  هكذا كان الشعب المصري، ومن غير هذا الشعب يصبر على نكسة يونيو 1967م، واحتلال إسرائيل لسيناء؟ ومن غير الشعب المصري يهزم هذا الكيان الغاصب في  أكتوبر 1973م؟ وهو الحدث الذي سجله التاريخ كأهم حدث في تاريخ مصر والأمة العربية في القرن العشرين، وأول نصر عسكري عربي يتحقق على حساب إسرائيل، ولم يكن ذلك إلا بتوحد القلوب والرضا بالقليل فنالوا وحققوا المستحيل، رضوا بالرغيف فتنزهوا وترفعوا عن الحقد والشقاق وكلام النفاق، ويحضرني في هذا السياق مقولة للقائد الإسلامي البطل موسى بن نصير عندما قال "نحن هزمنا أعداءنا لأننا على قلب واحد،  وعدونا  قلوبهم شتى" كيف لا وعشرة آلاف مقاتل يهزمون مئة ألف! نعم تلك هي المشاعر الصادقة تولد العزيمة والشجاعة والإقدام. لم يعد قلب المواطن المصري كما كان، صحيح أنه أول من هتف بالحرية والديمقراطية  ولكنه أصبح في آخر صفوفها، ويبدو أن مقولة الشيخ الشعراوي - رحمه الله "الثائر الحق هو من يثور ليقضي على الفساد ويهدأ ليبني الأمجاد" دفنت معه، إذ يبدو أن ثوار مصر لن  يهدؤوا أبدا والكل يريد أن يأخذ حق الآخر، ولذلك فإن الصراع لن ينتهي مادامت هناك عقول جافة وعقول رطبة. اختطاف مصر بأيدي أبنائها أمر لا يتناسب مع قيمتها ووزنها، ولا بد أن يعمل المصريون بأنفسهم من أجل استعادة بلادهم التي تاهت في ثورة وثورة مضادة، وامتلأت النفوس بالأحقاد والكراهية، وذلك أسوأ ما يمكن أن تنهار به المجتمعات وتسقط الدول، لذلك هناك معادلة نفسية مهمة ينبغي على المصريين أن يفكوا طلاسمها ويحلّوا شفرتها ليعودوا كما كانوا على قلب واحد يسعهم ويسع معهم الأمة بأسرها، أي لا بد من دور أخلاقي للجميع يستوعب ويمتص مرارات القتل والصدام والصراع وإلا ستتأخر عودة مصر لأهلها جميعا.