19 سبتمبر 2025

تسجيل

لبيك يا وطن.. وسيـغـلـق الـمـلـف

26 سبتمبر 2021

هذا هو الأسبوع الأخير من الفترة الدعائية الإعلامية المحددة من قبل الدولة لمرشحي مجلس الشورى، وقد بدأ السباق في الاحتدام والتنافس أضحى أكثر شدة، بعض الناخبين حسم أمره وينتظر فقط موعد الاقتراع يوم السبت المقبل، إلا أن البعض الآخر ما زال يقيم وضع المرشحين في دائرته ولم يكتف بما عرضه التلفزيون الرسمي من لقاءات معهم. المرشحون هذا الأسبوع تبدو عليهم علامات التعب والإجهاد والقلق والتوتر؛ فالعد التنازلي بدأ فعليا، وجهود لقاء الناخبين ألقت ظلالها على وجوه المرشحين، هذه الجهود ليست فقط من أجل اقناع الجماهير بالتصويت لهم، بل إنما لإقناع المواطنين بمبدأ التصويت، سمعت في أحد المجالس أن الإحباط الذي سيطر على الناس بسبب تجربة انتخابات المجلس البلدي قد تمتد إلى مجلس الشورى أيضا، لأن إنجازات المجلس البلدي لم تكن ظاهرة في الصورة بشكل واضح لدى الجميع، أو لأنها أقل من التوقعات حسب وجهة نظرهم. الانتخاب هو عملية الإدلاء باختيار شخص واحد، وهو حق مكتسب يجب أن يمارسه الناخب فيكون إيجابيا مع أحداث الوطن، وسيفرح الناخب عند ممارسة هذا الحق سواء نجح المرشح أم لم ينجح، فالأهم هنا هي عملية الاقتراع ذاتها، أما النتائج فأمرها بيد الله الذي كتبها في اللوح المحفوظ مسبقا. يستميت البعض من أجل الفوز وينسى أنه في النهاية المطلوب هو واحد فقط من كل دائرة. الروح الوطنية تتجلى في صور كثيرة، منها تلبية نداء الوطن يوم السبت المقبل، لأن المساهمة في اختيار المرشح الكفء – وهم كلهم كفء باذن الله – هو مساهمة حقيقية للمشاركة في بناء قطر المستقبل؛ لأن مجلس الشورى هو أداة وطنية في بناء السياسات والقوانين للأجيال القادمة، إن حب الوطن يتجلى يوم السبت في الفزعة والمبادرة والتضحية والالتزام. الممارسة النزيهة في المشاركة بالتصويت يوم السبت المقبل سيحفظها التاريخ في سجلك الشخصي، وسيوضع أمام اسمك: (مارس الحق الانتخابي في مجلس الشورى المنتخب الأول2021) هذه الشارة كافية لتكون وساما يفخر بها أبناؤك لاحقا، وسيصاب بالخيبة والإحباط كل من يحق له الانتخاب والتصويت لكنه لم يلب نداء الوطن ويمتنع لأسباب واهية أو مؤقتة. شكرا سمو الأمير على المرسوم الانتخابي الذي ضمن المشاركة الوطنية الشاملة لكل من المرأة والرجل، تلك المشاركة لها مدلولاتها على الجو الأسري واللحمة الوطنية وتعزيز الهوية، كما أن لها آثارها التربوية والاجتماعية والنفسية الإيجابية، كثير من الدول لا تتمتع بمثل هذه الميزة الوطنية: التخطيط المدروس، والضوابط العادلة، والتنظيم المميز، والتسهيلات اللامسبوقة للمرشحين، قارن مع بقية البلدان ثم اسأل نفسك منصفا: من مثل قطر؟. وصل إلى قطر الأسبوع الماضي جموع كثيرة – ممن أعرفهم - من دولة الكويت للوقوف عن كثب على حيثيات التجربة الجميلة فزاروا المجالس واستمتعوا بمناظرة المرشحين، وأدلوا بما في جعبتهم من نقل التجربة الكويتية في انتخابات مجلس الأمة، وسيتوافد على الدولة في نهاية هذا الأسبوع الآلاف من المهتمين والإعلاميين ممن سيرصد هذا الحدث التاريخي المميز فأهلا وسهلا ومرحبا. السبت القادم هو عرس شعبي داخل أسرة المجتمع القطري، لكنه ليس كأي عرس، ستبتهج قطر من أقصاها إلى أقصاها، وستتجمل المقار الانتخابية بأرقى الناس من القضاة والمراقبين والأمنيين والناخبين وقطاع الصحة والمرشحين والإعلاميين فضلا عن المرشحين أنفسهم ومن يمثلهم، ستزدحم القنوات التلفزيونية الرسمية بنقل أحداث الممارسة الشعبية وستصدح الأغاني الوطنية من خلالها، وسيترقب الجميع نتائج هذا العرس الجميل بولادة حقبة جديدة في سماء الوطن، هذه الحقبة ستبدأ بأسماء ثلاثين من أبناء قطر البررة. بالتوفيق يا رب. آخرالمطاف: تلبية نداء الوطن الآن هو حث الذات وأفراد الأسرة على الذهاب للمقر الانتخابي التابع له والإدلاء بالصوت من أجل اختيار الأكفأ، وهي فرصة تاريخية يجب ألا يتهاون بها أحد، وهو حق الوطن على أبنائه، لأنه بعد غلق أبواب الاقتراع سيغلق الملف حتى نفس هذا اليوم بعد أربع سنوات. همسة: بعض البشر ودك حدود المعرفة معهم سلام. دمتم بود [email protected]