20 سبتمبر 2025

تسجيل

العالم أكبر من الدول الخمس

26 سبتمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); استمرار المجازر الوحشية التي ترتكبها القوات الروسية والنظام السوري ضد الشعب السوري، على مرأى ومسمع من العالم كله وبالأخص الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لهي دلالة واضحة على أن هذه الدول ليست حريصة على تحقيق العدل والمساواة بين الشعوب أو إحلال السلام في العالم. وإنما كل الذي تسعى له هو إحكام سيطرتها على العالم، واستغلال ثرواته، والتحكم في قراراته.هذه الدول التي تضع لها مقاييس خاصة في مفهوم الإرهاب، وتحدد بحسب مصالحها من الذي يُعاقب ومن الذي تغمض عن جرائمه العيون!! من الذي يُحرم من السلاح الذي يحتاجه للدفاع عن نفسه وعرضه، ومن الذي يُصمت عن التعليق عليه إذا ما استخدم الأسلحة الكيماوية أو المحرمة دوليا!! لقد انكشف أمام العالم زيف الشعارات التي ترفعها تلك الدول، وأصبحت لا تنطلي إلا على أحمق أو مغفل.وهنا لا أُريد أن ألوم هذه الدول التي لم يحرك مشاعرها حجم الدمار الذي تتعرض له المدن - كمدينة حلب - ولم تذرف لهم دمعة على مشاهد الأطفال والنساء التي تستخرج من تحت الأنقاض، لأنها دول تنظر لمصالحها ولا تتعامل مع العواطف. وإنما أُلقي اللوم على الشعوب العربية والإسلامية، والتي بضعفها وانهزامها تركت المجال لهذه الدول كي تتحكم في مصيرها.لا أُريد أن ألقي اللوم كذلك على الحكومات التي فرّطت في الكثير من حقوق شعوبها، وتنازلت عن كثير من مكتسباتها من أجل المحافظة على كراسيها. وإنما ألوم الشعوب التي أهملت وضيعت مصادر قوتها وعزتها.فالشعوب التي تطالب بالحقوق دون أن تقدم التضحيات، سيبقى وضعها على ما هو عليه.والشعوب التي ما تزال قلوبها متنافرة متباغضة متباعدة، كيف لها أن تنتصر على أعدائها، وهي لم تحل الخلافات والنزاعات التي بينها؟والشعوب التي يستعبد بعضها بعضا، ويظلم بعضها الآخر، ويتسلط قويّها على ضعيفها، وغنيها على فقيرها، كيف تريد الرحمة والعطف من غيرها، وهي لم تتراحم فيما بينها؟والشعوب التي يخدع بعضها بعضا، ويتحايل بعضها على الآخر، وتتعامل بالغش والكذب والخداع مع إخوانها في الدين وأبناء جلدتها، كيف تنتظر النزاهة والعدالة والإنصاف من أعدائها؟كثير من الشعوب تنادي بتطبيق الشريعة على اعتبار أن بتطبيقها تتحقق العدالة، ويعم الأمن الاجتماعي والاقتصادي، وأن تطبيقها من أسباب نزول البركة، وأحد العوامل الجالبة لنصر الله تعالى. وهذا شيء جميل ورائع، وينبغي أن يكون من أولويات دولنا الإسلامية.لكن لماذا لا يتعامل الكثير من المطالبين بتطبيق الشريعة في حياتهم وفق أحكام الشريعة الإسلامية، في الأمور التي هم مخيّرون فيها، ولا يوجد ما يمنعهم من الالتزام بها؟خلاصة القول "إن الله لا يُغيّر ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم"، والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تتحكم في مصير الشعوب وكما قال الرئيس التركي "أردوغان" أن العالم أكبر منها.ستظل هذه الدول الخمس تتلاعب بالقرارات الدولية لتحقيق مصالحها، إلى أن تنهض بقية الدول لتطالب بحقوقها وإنصافها، وتسعى لتعديل النظام الظالم الذي يعطي ٥ دول حق التحكم في مصير العالم كله.ولن تتمكن بقية دول العالم من فرض رأيها، أو نيل مطالبها، ما لم تملك مصادر القوة الذاتية - الاقتصادية والعسكرية - التي تُجبر الدول الخمس على احترام إرادتها، والاستجابة لمطالبها.فهل ستسعى هذه الشعوب والحكومات لتحقيق ذلك؟