12 سبتمبر 2025
تسجيللو أن صبيا وقف أمام البحر يلقي فيه بمئات من الاحجار لما أثر في هذا العملاق ذاك الفعل الصبياني، ولو ان أحمق أخذ يَسُبُ الشمس ليل نهار فلن يمسها سبهُ بسوء، ولن تتأثر الورود لأن واحداً من ضعفاء العقول اعترض على ألوانها الجميلة وعبيرها الأخاذ. كذلك لن يضير رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم سِباب السفهاء وأعمال الحمقى، الذين فقدوا واحدة من اسمى صفات الانسانية، ألا وهي حب الخير والحق والجمال. لقد غشيت أعينهم عن ان ترى النور الذي حل على البشرية عندما بُعِثَ فيها خاتم الأنبياء وسيد المرسلين. هذا الإنسان العظيم الذي وصفه ربه سبحانه بقوله (وإنك لعلى خُلُق عظيم) والذي وصفته ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها "كان خلقه القرآن"؛ كان خيراً ملأ ارجاء المعمورة فأخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الاسلام ونشر الحب والعدل والسلام في كل بقعة من بقاع الأرض شملها حكم الاسلام، وتحمل كل انواع الايذاء من أجل ان ينقذ البشرية من ضياع الدنيا وعذاب الآخرة. سبه قومه وأهانوه واتهموه بأبشع الصفات وحاولوا قتله فلم يزده ذلك إلا حرصاً على دعوتهم إلى طريق الحق.. وأذكر هنا يوم ان ذهب إلى اهل الطائف يدعوهم إلى الاسلام فأبوا ان يستمعوا له، وسلطوا عليه سفهاءهم وصبيانهم ليلقوا عليه الحجارة حتى دُميت قدماه الشريفتان، ونال منه التعب والإنهاك كل مبلغِ، وعندها نزل عليه جبريل عليه السلام يعرض عليه ان يطبق عليهم الجبلين فأبى عليه الصلاة والسلام، ودعا لمن عذبوه بالهداية أملا أن يخرج الله تعالى من أصلابهم من يؤمن بالله تعالى. اذا حاولنا ان نسرد كل مواقفه العظيمة التي تدل على خلق راق رفيع ونفس عالية شفافة تمتلئ حبا ورحمة للبشرية سنملأ بكتاباتنا مراجع وموسوعات ضخمة. واذا ذهبنا لنعد كل صفاته العظيمة من قائد عظيم وأب رحيم وزوج حانٍ وحاكم عادل ورسول هو خاتم الانبياء وسيد المرسلين؛ لما كفانا ماء البحر كمداد لوصفنا لرسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الرسول الكريم احبه كل من عرفه وفداه بروحه كل من دنا منه وتبارى الكتاب في وصف سموه وعبقريته، حتى المنصفون ممن خالفوه في الدين كتبوا فيه كلاما عظيما، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المفكر الغربي مايكل مارت الذي درس سير العظماء على مدار التاريخ واختار أعظم مائة منهم جمعهم في كتاب بعنوان "الخالدون مائة " وأعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم لما وجد فيه من تجمع لصفات انسانية عظيمة نادراً ما تجتمع بمثل هذه القوة في انسان واحد، ولمواقفه البطولية الرائعة التي يشهد لها الاعداء قبل الاصدقاء. هذا النبي العظيم لا يستحق من الانسانية جمعاء إلا ان تصلي عليه وتسلم تسليما كثيرا. أما هؤلاء السفهاء الذين خيلت لهم عقولهم الواهية أن باستطاعتهم ان يؤذوا حبيب الله وخاتم رسله فهيهات هيهات لهم، فهو بفضل من الله تعالى في أعلى عليين يرفل في جنات النعيم، وهم بفعلهم المشين لم يؤذوا إلا انفسهم.. ويصدق فيهم قول الله تعالى (إنهم يكيدون كيدا . وأكيد كيدا . فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) صدق الله العظيم. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.