18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العدوان الذي ارتكبه "الكنيست" ضد "الأوقاف" في العام 1950 يكرره "عبد الفتاح السيسي" في 2016. الكنيست أصدر ما سماه قانون "أملاك الغائبين" ليستبيح به ممتلكات الفلسطينيين، مستوليا على أملاك من اعتبرهم "غائبين" من الشهداء والمقاومين والمنفيين، والأكثر من ذلك أنه استولى على أملاك "الأوقاف" باعتبارها أملاكا لا صاحب لها، مع أن الوقف -بإجماع الفقهاء- يوقف أصله على ملك الله سبحانه وتعالى، وتصبح ثمرته صدقة جارية. وفي فضح هذا "الكفر البواح" الذي انطوى عليه القانون، قال الشاعر الفلسطيني الراحل "راشد حسين" مستنكرا، وهو يخاطب الصهيوني: اللهُ أصبح غائبًا يا سيدي؟ صادرْ إذًا حتى بساط المسجدِ وبعْ الكنيسةَ فهي من أملاكِهِ وبعْ المؤذنَ في المزادِ الأسودِ حتى يتامانا أبوهم غائبٌ صادرْ يتامانا إذًا يا سيدي ومنذ أيام، تكررت الجريمة نفسها في مصر، حيث أقدم وزير أوقاف سلطة الانقلاب "محمد مختار جمعة" على بيع عدد من الأراضي والمحال التجارية والمساكن الموقوفة في 22 محافظة (مصر تتكون من 27 محافظة) مؤكدا في مقال له أن البيع تم "بتوجيهات" عبد الفتاح السيسي، فما قيمة هذه التوجيهات؟ إجماع الفقهاء على أن الوقف على حكم ملك الله تعالى. وأول وقف كان في الإسلام، حسبما جاء في الصحيحين، هو أرض لعمر بن الخطاب غنمها في خيبر "فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أصبتُ أرضا بخيبر لم أصب مالا قط أنفس منها فكيف تأمرني به؟ قال: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها. فتصدق بها عمر أنه لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يورث في الفقراء والقربى والرقاب وفي سبيل الله والضيف وابن السبيل لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقا غير متمول فيه". الوقف إذًا هو "مال الله" قولا واحدا. يقول البخاري في صحيحه "إن أناسا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة". وهذا حديث آخر واضح وضوح الشمس، قاطع في الحكم على من يخالفه، ولو كانت المخالفة طبقا لـ"توجيهات الرئيس" بقدر ما هو قاطع أيضا في الحكم على "توجيهات الرئيس"!