15 سبتمبر 2025

تسجيل

مهندس الصحة والنظافة

26 أغسطس 2012

شدني برنامج خواطر بموضوعه (عمال النظافة)، وما شدني أكثر أن اليابانيين يسمون عامل النظافة بـ (مهندس الصحة والنظافة)، ولم تأت هذه التسمية من فراغ بل وجدوا انه الشخص الذي تقع على عاتقه مسؤولية صحة المدينة، فالنظافة ترفع من شأن البيئة التي نسكنها، ومن هنا تقدست الوظيفة في نظرهم ووجدنا لديهم احتراماً كبيراً لهذه المهنة، بعكسنا تماماً، موضوعي عن رواتبهم وتعامل الشركات معهم وعدم تقديرهم لحال هؤلاء المساكين، والسبب لانه يحمل اسم (عامل او زَبال)، اختلفت الاسماء واختلف تقديرنا لهم ولكن لن تختلف الرحمة التي اوجدها الله في قلوبنا (ومن لا يَرحم لا يُرحم). هذه الفئة البسيطة لا تتجاوز رواتبهم عن (ثمانمائة ريال قطري او اقل عند بعض الشركات)، مع ان اغلبية العقود تذكر الزيادة في الرواتب بعد مضي ثلاث او اربع سنوات من مباشرة التوقيع، ولكن حينما سألنا بعض العمال نكروا ما قد جاء في العقد (فلله يرفعون شكواهم)، وهذه الرواتب البسيطة لا تسد رمقهم مع الغلاء الملحوظ في المعيشة، ولا ننس انهم يمرون بظروف انسانية في غاية الصعوبة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ايضاً، ولكن لولا الحاجة لما (تحملوا صعاب الامور)، نجد جشع بعض الشركات تكسب الكثير من وراء هؤلاء العمال خلال توقيعها للعقود مع مؤسسات حكومية او خاصة، وبالمقابل تقدم بين يدي العامل فتاتاً وهذا التعامل هو ما يجعل البعض يفكر بالسرقة والانتحار او حتى الهروب، فلا ذنب لهؤلاء ابداً فالسبب الاول والاخير عدم وجود رقابة على هذه الشركات وعدم وجود من يقوم بمراجعة العقود ورواتب العمال الذين لا يملكون لساناً ليتفوهوا ويطالبوا بحقوقهم، كل خوفهم فقدان الوظيفة التي جاءوا من اجلها ومن اجل كسب رزقٍ بها تعيش اسرهم بالخارج. الادهى من ذلك ان هناك شركات لا تدفع اجور العمال لمدة شهرين (ان لم تكن ثلاثة او اربعة)، فالعقد مجرد ورقة (قد بللتها المؤسسات واشربوهم ماءها) فالواقع بعيد كل البعد عما جاء في ذلك العقد، مما يستنزف قدرة هذا المسكين بعكس ما يجنيه رب العمل من جهة التعاقد (هذا النصب بعينه)، سؤال (1) لماذا لا تقوم جهات بردع هذه الشركات والتنبيه عليها؟ ألسنا في دول مسلمة فكيف نرضى ان نرى الظلم باعيننا ونصمت ولا نجد لهؤلاء حلاً، مع العلم الكثير ممن يقرأ هذه السطور يجزم بصحة ما اذكر فلماذا السكوت إذن؟ كلنا نملك نفس الحروف الابجدية للكتابة، وكلنا نملك اللغة العربية للتحدث، وكلنا نكتب ولكن القليل من يقرأ لنا ويقوم باخذ الاجراءات اللازمة بشأنهم ويشفي غليل قلوبنا، سؤال (2) أين حقوق الانسان من هذه الفوضى التي تحدث، لماذا لا يقومون بمراجعة العقود بين فترة واخرى وبمراجعة الرواتب أهي كاملة أم بها من الزيف والنقصان والنصب؟ اما امرنا ديننا الحنيف على رعاية هذه الفئة الفقيرة وتقديرهم (لكم الجواب او التهرب منه). كانت فكرة احدهم لماذا لا يستقطع من رواتبنا نسبة 1 % وتضاف لرواتبهم واعتقد بانها نسبة بسيطة جداً لما يقومون به من عملٍ شاق، ولما يجدونه في التخفيض اللامعقول برواتبهم، فنحن جميعنا اخوة وليس المسلم من يرى معاناة اخوانه (ثم يقول لا اسمع لا ارى لا اتكلم)، موضوع (عمال النظافة) موضوع يجب ألا نصمت عنه ابداً، خاصة لما يجدونه من ظلم من قبل بعض الشركات نسأل الله لهم الهداية؟ رجاء: لا تلوموا هذه الفئة ان جاءوا وبادروا لك بابتسامة تقرأ بين محياهم حاجتهم لا مانع ان تمد يدك وتكن كالكريم وتساعدهم بما يوفقك الله به، فأنت لا تعلم ظروفهم وحاجتهم لبضعة ريالات، فوالله لو كنت تعلم لما تذهب وحاجتهم معلقة بين يديك؟ ثم لا تناديهم بالشحاذين فلا توجد نفس تحب أن تذل نفسها إلا للحاجة، وكما نقول (الله يلعن الحاجة اللي تذل الواحد) حالهم لا يعلمه سوى الله ومساعدتك لهم تخفف الكثير من معاناتهم. لحظة: أعلم أن الكثيرين قد يوافقونني الرأي وأعلم ايضاً أن الأقلية تختلف معي، ولكن باختصار اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.