30 أكتوبر 2025
تسجيلتحدثنا في المقال الماضي عن الأسباب التي تعيد الإنسان إلى سلامه النفسي وتخرجه من على عتبات الاكتئاب التي تدمر الكثيرين من ضعاف الإيمان وممن يستسلمون لضعفهم ولا يتحملون آلامهم فيتركوا أنفسهم فريسة لشر لا يفيقون منه إلا بلطف من الله وقدره، ورعاية أهلهم وذويهم. ولكن الأسئلة التي وصلتني طيلة الأسبوع من قرائي في جريدة الشرق الغراء، وهي كيف نعرف إننا فقدنا سلامنا النفسي؟ وهل هناك مؤشرات وعلامات واضحة لذلك؟ وأكرر كثيرا إنني لست مختصة في علم النفس ولكن لدي شغف به وأبحر في أعماقه، وبالبحث في كل ما يفيد الإنسان ويجعله في حال أفضل، وبالبحث وجدت عدة علامات تتبين منها إنك تفقد سلامك النفسي؟ وكيف يضيع؟ وكيف يفقد الناس نور السعادة؟ وكيف تبدأ رحلة التعاسة والشقاء والألم؟ 1 — عندما تبدأ بعمل أشياء عكس ما تؤمن به بخلاف قناعاتك وقيمك وأخلاقك الأصلية، وعندما تتناقض مع نفسك، وتنازعك رغباتك ضد ما أنت مؤمن إنه الحق والخير الحلال. 2 — عندما تكذب كثيراً.. فأنت فقدت سلامك النفسي يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( الصدق طمأنينة والكذب ريبة )) رواه الترمذي. 3 — عندما يتملكك الخوف لأنك ظلمت أحدا ما.. فقد فقدت سلامك النفسي.. ((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)). (الأنعام: 82) 4 — عندما تتعايش مع ذنوبك ومعاصيك وكبائرك دون أن يتحرك ضميرك.. فقدت سلامك.. {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18]. (هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم) 5 — عندما يطيب لك أكل الحرام.. فقدت سلامك النفسي { ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون } (التوبة:85) ويحضرني هنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يأوي إلى فراشه ممتلئا بالسلام والنور والسكينة فيقول "اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت" حديث مسلم.. ويجوز لنا أن نقارن بين تلك السكينة التي تملأ المؤمنون وبين الآخر القلق الذي يستحل الحرمات ويأكل الحرام فيكون فراشا قطعة من نار وأشواك ويريد أن يلقي بنفسه إلى غياهب النوم كمن يلقي بنفسه في بئر مظلم. وأخيراً هي دعوة من أخت تحبكم في الله للجلوس مع أنفسكم ومراجعة الذات وليكن بطريقة أن تخرج ورقة بيضاء وتكتب فيها أصعب الأشياء التي تنغص عليك حياتك وتحولها إلى جحيم ولتقل الحقيقة ساعتها ستضع نفسك على موطن الخلل بداخلك وبالإيمان وبالإرادة والعزيمة ستعود أفضل مما كنت. فاللهم الهمنا السكينة والصفاء.. اللهم إنك لاتحمل نفسا فوق طاقتها فلا تحملنا من كرب الحياة ما لاطاقة لنا به وباعد بيننا وبين مصائب الدنيا كما بأعدت بين المشرق والمغرب.. اللهم إنا نسألك إيمانا دائما.. ونسألك علما نافعا.. ونسألك يقينا صادقا.. ونسألك دينا قيما.. ونسألك العفو والعافية من كل بلية.. ونسألك تمام العافية.. ونسألك دوام العافية. انك نعم المولى ونعم النصير.