13 سبتمبر 2025
تسجيليقول الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، وفيما يرويه النبي، عن ربه عز وجل، يقول الله تعالى: ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقُرابها مغفرة). ولأهمية الاستغفار ومرضات الله عن المستغفرين أمر الله به نبيه ومصطفاه فقال له: (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً)، وقال تعالى: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ)، ويقول أبو هريرة رضي الله عنه، سمعت رسول الله يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة". رواه البخاري، وفي رواية: (وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)، وبيَّن رسول الله مكانة الاستغفار ومحبة الله له ولأهله فقال: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم)، والمعنى: إنه لو لم تكونوا بشراً تخطئون وتذنبون فتستغفرون، لذهب الله بكم وجاء بغيركم ممن يخطئ ويتوب ويستغفر حتى تتحقق صفة المغفرة له سبحانه الغفور والغفار.يقول الطيبي: والمعنى أنه مثلما يحب الله تعالى أن يثيب المحسنين فإنه تبارك وتعالى يحب أن يعفو عن المسيئين. والاستغفار ذكر لله تعالى وعدم غفلة عنه والله يحب عباده الذاكرين له، يقول الله: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار)، وهو ذكر تطمئن به القلوب وتنشرح الصدور وتهجع النفوس، (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). والاستغفار مخرج من ضيق إلى فرج ومن كل هم إلى رزق، من حيث لا يحتسب المرء.كما في الحديث: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب. الاستغفار أمان للعبد من العذاب، يقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: كان في الأمة أمانان من العذاب، الأول: وجود النبي بين ظهراني الأمة، والثاني: الاستغفار. فذهب الأول وهو موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقي الثاني. وفي الحديث: أنزل الله علىَّ أمانين لأمتي، وتلا الآية: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة. رواه الترمذي. الاستغفار مطلوب من العبد في حياته وقبل مماته، سواء كانت عليه ذنوب وسيئات أو لم تكن عليه وأدبار الصلوات وبعد الحج وسائر الطاعات. يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.