30 أكتوبر 2025

تسجيل

عمل الخير والشيطان

26 يوليو 2014

إن القيام بالأعمال الخيرية، من زيارة الأيتام والمرضى وإطعام الفقراء، أمر عظيم دعت إليه الشريعة، ورغبت فيه، ورتبت عليه ثوابا جزيلاً. قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).وقال صلى الله عليه وسلم (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا). وقال صلى الله عليه وسلم:(إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ فَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ)،(مَن عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ جَنَاهَا).أي: ثمارهاالشيطان حريص على إيقاع المسلم في أحد أمرين: إما أن يجعله يعمل العمل رياءً وسمعة، ولا يخلص فيه لله، وإما أن يجعله يترك العمل بالكلية.والمسلم الصادق في نيته لا يهمه وساوس الشيطان في عمله وأنه لغير الله، ولا يهمه من وساوس ليترك الطاعة تخويفاً له من الرياء.الشيطان قد يلعب على الإنسان، ويزين له ترك الطاعة خشية الرياء، بل افعل الطاعة، ولكن لا يكن في قلبك أنك ترائي الناس.التحدث بنعمة الله، داعٍ لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن والتذكير بنعمة الخالق.(وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم)الصدقة السرية أفضل، ولا بأس في إظهارها لاقتداء الناس به وحثهم على بذل الخير.وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر منعمل بها إلى يوم القيامة) وعاجل بشرى المؤمن أن يعمل المؤمن العمل الصالح، يرجو به وجه الله، فيطلع الناس عليه من غير تعمد منه لإظهار ذلك، أو مراءاة الناس به.قال الفضيلُ بن عياض: كانوا يقولون: تركُ العمل للناس رياءٌ، والعمل لهم شرك. قال تعالى: { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ }وقوله تعالى: { وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ }.أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المخلصين في القول والعمل، وأن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال والأقوال.