انتصار الإسلام

كان نجاح فيلم "ظهور الإسلام " المذهل عام 1951 قد لفت أنظار السينمائيين بشدة لنوعية إنتاج هذه الأفلام التي تجذب الجماهير وتحقق مكاسب مادية حتى إنه قيل عندما عرض هذا الفيلم في بعض الدول الإسلامية استقبله الجمهور استقبالا خرافيا، حتى إن الجمهور في إندونيسيا كانوا يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى دور العرض ليشاهدوا الفيلم وذلك لإحساسهم وشدة مشاعرهم بأنهم مقبلون على مشاهدة أعمال دينية مقدسة.. وكان النجاح الفني والتجاري لأول فيلم ديني إسلامي في تاريخ السينما على ظهر الأرض قد أثار فضول وحماس العديد من السينمائيين واعتقد الجميع أن ثمة بابا سحريا فياضا بالخير قد فتح على مصراعيه.. وفي أواخر عام 1951 تم الاتفاق على مشروع فيلم "انتصار الإسلام" وهو الفيلم الثاني الذي خرج إلى النور بعد "ظهور الإسلام" والذي كان هدفه إظهار عظمة الإسلام الحقيقية وقد تولى إخراجه أحمد الطوخي وأنتجه وجيه رأسمالي اسمه محمد حلمي شلتوت.. اختفى تماما عن السينما بعد إنتاجه لذلك الفيلم وقد تم تصوير مشاهده الخارجية في صحراء أبو رواش المتسعة الشاسعة.. بينما المشاهد الداخلية في أستوديو الأهرام.. واستغرق تصويره مدة شهرين بتكلفة وصلت إلى 40 ألف جنيه وكتب الشاعر الغنائي عبد العزيز سلام أغنية في الفيلم يقول مطلعها: يا رسول الله.. ياحبيب الله يانبي الله.. يا بن عبد الله محمد اسمك الطاهر.. حروف من النور كتبها ربنا.. بفضله صلاة وسلام ورحنا بقلبنا العامر لمكة نزور نبي الله ونشهد له على الإسلام لا إله إلا الله.. محمد رسول الله.. وقام بالتمثيل محسن سرحان وماجدة وفريد شوقي وعباس فارس ورياض القصبجي وعزيزة حلمي.. وارتبط اسم الفنانة ماجدة بالسينما الدينية في مصر ارتباطا وثيقا حتى كانت هذه النوعية جزءا من شهرتها الواسعة رغم أنها لم تقدم سوى 3 أفلام دينية فقط من 12 فيلما كان من بينهما "هجرة الرسول" وبدأ عرض " انتصار الإسلام " في العديد من المدن والعواصم العربية والإسلامية إلا أنه لم يحقق نجاحا مثلما حقق الفيلم الأول ورأى البعض أنه امتداد للفيلم الإسلامي" ظهور الإسلام ".. وكلاهما كانت التجربة الأولى للمخرج في السيناريو والإخراج.. ورأى آخرون أنه فيلم ضعيف لا يسترعي الانتباه.. بعد أن لاحظوا أنه يتضمن عيوبا كثيرة في تصوير بعض المشاهد وكذلك المونتاج من حيث تسلسل المناظر والأحداث.. وكان الديكور قد بدأ في بعض المشاهد حتى ظهر وكأنه مصنوع من الورق المقوى..