13 سبتمبر 2025

تسجيل

خطورة العبث مع حماس

26 يونيو 2016

تحاول بعض الأنظمة العربية العبث بالقضية الفلسطينية، في محاولة علنية لتطويعها لرغبات الكيان الإسرائيلي، عبر تطويع المقاومة، خاصة حماس، ودفعها إلى الزوايا الضيقة. ما يغيب عن بال هذه الأنظمة العابثة، أنها تلعب لعبة خاسرة لن تستطيع أن تكسبها أبدا، فلن تكون هذه الأنظمة، (على ذكائها المفرط!!) أذكى من قادة الكيان الإسرائيلي، ولن تكون أقوى من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا تمتلك ما يملك الكيان اليهودي المصطنع من أدوات، وهذا ما يجعل من محاولة هذه الأنظمة العبث مع حماس مغامرة خاسرة ومقامرة غير محسوبة النتائج.لقد شن العدو الإسرائيلي حروبا متتالية ضد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، وفشل في جميع حروبه، ولم يستطع أن يحقق أي انتصار ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة المحاصر، بل تمكنت حماس والمقاومة الفلسطينية من شل حركة هذا الكيان وتعطيل الأجواء الفلسطينية التي يحتلها في فلسطين المحتلة عام 1948، وقصفت عددا كبيرا من مدنه ومستوطناته ومغتصباته، رغم استخدام هذا الكيان المحتل ثلث قواته البرية ونصف سلاح الطيران الحربي، واستهلك مخزونه من الأسلحة، خاصة الإستراتيجية منها، ما دفع أمريكا لإقامة جسر جوي لتعويض الكيان الإسرائيلي عن خسائره من الأسلحة والذخائر.. ورغم كل ذلك لم يستطع العدو الإسرائيلي وجيشه من دخول كيلومتر واحد داخل القطاع المحاصر.الأنظمة العربية التي تعادي حماس وتتآمر عليها لا تملك الترسانة الإسرائيلية ولا مخزونها الإستراتيجي من السلاح والخسائر، ولذلك فهي تغامر "بمصيبة" تقع على رأسها وعلى "راس اللي خلفوها" لو فكرت مجرد تفكير بالتدخل عسكريا ضد حماس والمقاومة الفلسطينية..بالطبع هذا السيناريو ليس "مجنونا بالكامل" لأنه وضع على الطاولة سابقا، عندما أرسلت بعض الأنظمة العربية مئات من الأشخاص المسلحين تابعين لمحمد دحلان للانقضاض على غزة، وهو ما أكدته صحافة العدو الإسرائيلي، ولا يغيب عن الأذهان إعلان وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، عندما كان وزيرا للخارجية عن استعداد أحد الأنظمة العربية لتمويل حرب "استئصال" حماس في غزة، وذلك في اجتماع عقد في باريس.المعركة العسكرية مع حماس والمقاومة الفلسطينية غير ممكنة لبعض الأنظمة العربية الراغبة بذلك، التي تمني النفس بأن تحول تحالفها مع الكيان الإسرائيلي إلى كيان عسكري عملياتي، وهو الحلف الذي تباهى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو به في أعقاب حربه الخاسرة على غزة.وبما أن العمل العسكري فاشل، وميادين القتال مغلقة أمام الكيان الإسرائيلي وحلفائه العرب يبقى اللعب على المستوى السياسي ومحاصرة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وزرع شوكة في خاصرتها بالتضييق على الشعب الفلسطيني في معيشته ورزقه وهو ما يجري فعلا. فالكيان الإسرائيلي ومعه أنظمة عربية تحاصر غزة وتخنق 2 مليون فلسطيني ماليا واقتصاديا ومعيشيا وتعليميا وصحيا، من أجل دفعهم للتمرد وتحويلهم إلى "بيئة غير صديقة" للمقاومة الفلسطينية وحماس، وبالتالي تقويض الحالة الفلسطينية من الداخل بعد فضل ضربها من الخارج.ما لا تفهمه هذه الأنظمة العربية أن ما عجز عنه الكيان الإسرائيلي والته الدبلوماسية والسياسية واللوبيات اليهودية في العالم، لن تستطيع أن تفعله سياسيا، وأن التضييق على الشعب الفلسطيني في معيشته ووظائفه ليس أكثر من "سبة وعار" على هذه الأنظمة، لأن الشعب الفلسطيني لا يعرف في تاريخه سوى المقاومة والقتال ضد العدو الوحيد، وهو العدو الإسرائيلي.حماس وعلى لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل عبرت عن سياستها بأنها "لا تستغني عن أحد من العرب والمسلمين ولا تخوض لعبة المحاور ولا تتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية" لكنها جاهزة لقطع اليد التي تمتد للعبث بالشأن الفلسطيني أيا كانت هذه اليد، فهذا خط أحمر ممنوع تجاوزه، وهذا ما يجعل من العبث مع حماس خطرا.. بل خطرا جدا.