01 نوفمبر 2025
تسجيلكل رمضان خير وبركة ونعمة وأيام نتمنى ألا تنتهي، وخير أيامه العشر الأواخر أيام العتق من النار وأعظم تلك الأيام ليلة القدر. والحق أقول إن منا من لا يدرك أي خير عميم منحه إيانا رب العالمين بأن جعلنا ندرك هذه الأيام المباركة العظمية وما بها من منح ربانية عظمية ويروى أنه ماتت جارية في طاعون فرآها أبوها في المنام فقال لها: يا بنية أخبريني عن الآخرة ! فقالت: قدمنا على أمر عظيم، وقد كنا نعلم ولا نعمل، والله لتسبيحة واحدة أو ركعة واحدة في صحيفة عملي، أحب إلي من الدنيا وما فيها!.يا الله إذن ونحن في تلك الأيام العظيمة يجب علينا عدة أمور كما بينتها كتب السنة المطهرة والتي أنقل لكم منها ما يجب على المسلم فعله في العشر الأواخر:وهي الجد المضاعف: والذي هو ضد الكسل، وأخذ الأمور بحزم وقوة "خذوا ما آتيناكم بقوة" سورة البقرة .فلا مكان للتغافل، وتمزيق الوقت، والانشغال بما لا جدوى منه، وهذا الذي أوضحته عائشة -رضي الله عنها- في الحديث المشهور "إذا دخل العشر، جد وشد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".ولذلك يتنوع هذا الجد ذكراً وصلاة وصدقة ومعروفا!ثم هناك اعتزال المباحات: من الأشياء التي تشغل الإنسان في هذا قالت عائشة - رضيَ الله عنها -: "كان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها".إحياء الليل: بالعبادة والصلاة وطول القيام وقراءة القرآن "يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن" كما تقول عائشة في حديث آخر.ولا يعرف سهره -صلى الله عليه وسلم- إلا في هذه الليالي، وليلة غزوة بدر، كان منقطعا للدعاء! على أنه قد قيل إن إحياء الليل كان لغالبه، وقد يتخلله نوم يسير وسحور.إيقاظ الأهل: وهذه رسالة تربوية، إصلاحية، تؤكد عظم دور الأب والراعي في نصح أهله، وتربيتهم على الخير، وإنه مسؤول عن ذلك، وإنه ما ينبغي له الاستئثار بالخير، بل يشرك أهله وبنيه في ذلك الفضل الكبير، قال علي بن أبي طالب - رضيَ الله عنه- "كان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - يوقظ أهله في العَشْر الأواخر من شهر رمضان، وكل صغير وكبير يطيق الصلاة".الاعتكاف: وقد كان يعتكف -صلى الله عليه وسلم- كل سنة واعتكف أزواجه من بعده.قال الإمام الزهري -رحمة الله عليه- "عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله -عز وجل-".وثمرة ذلك كله، تحري ليلة القدر، التي قال فيها -عليه الصلاة والسلام- "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر".وأخيراً أذكر نفسي وإياكم بأن تكون تلك الأيام العشرة فرصة عظمية لاستدراك ما فات، ولنستعد لها بأفضل ما نستطيع من عمل وجهد وعبادة وزكاة وصدقات، ولنملأها بأنواع الطاعات، لنفوز بجنة عرضها الأرض والسماوات من رب عفو كريم "اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عنا" إنك نعم المولى ونعم والنصير .