11 سبتمبر 2025
تسجيللا يكف زعيم الانقلاب الجاثم على صدر مصر من التعبير عن إصراره على المضي قدما في مشروعه الانقلابي وإقصاء ثورة يناير وأشخاصها وأبطالها ورموزها وما نتج عنها، وفي مقدمة هذه القوى التي يصر السيسي على التخلص منها جماعة الإخوان المسلمين، ويذهب إلى الحد الأقصى بمواصلة التهديد ويقول خلال حفل "إفطار الأسرة المصرية" بفندق الماسة في مدينة نصر، "إوعى تتصور أو تفتكر إننا ممكن نزهق ولو بعد 10 سنين.. محدش يقدر يقهر إرادة المصريين بالقوة أو الترويع، هو مش واخد باله إننا مش هنكون أقوى من القرار اللي خدناه في 30 يونيو من سنتين".. إحنا محتاجين دايما نفتكر، أنا مش بقلب المواجع، بس السنتين اللي فاتوا علموا في جسمنا، وافتكروا 3 يوليو و8 يوليو و26 يوليو و14 أغسطس ولغاية دلوقت، وبقولكم عايزين تعيشوا معانا في أمان أهلا وسهلا، والأرض تسعنا كلنا وتكفينا وزيادة، لكن تفرض إرادتك علينا مش هينفع، ده رب الخلق خيّر الناس في عبادته".كلام الانقلابي السيسي الذي أوردته بنصه باللهجة العامية يلوح بالمزيد من المجازر على غرار المجازر التي ارتكبها في ميدان رابعة والنهضة وغيرها، وأنه لن يمل من ممارسة القتل ضد أنصار الشرعية وثورة يناير، ويخيرهم بين الاستسلام أو مواجهة الحرب والاستهداف حتى لو استمر هذا الأمر عقدا كاملا من الزمان.ويعترف زعيم الانقلاب الدموي بوجود "مظلومين" في السجون، لكنه يعتبر ذلك من الأعراض الجانبية غير المهمة ويقول: "إحنا بنأمن 90 مليون، أكيد فيه ناس هتيجي في الرجلين، ومكنتش أتمنى أن يكون فيه حد خالص محتجز في الأيام الكريمة دي في رمضان، بس فيه ناس مش سايبانا في حالنا، كان لازم نقبض على ناس علشان الباقيين يعيشوا".هذا الإفطار الاحتفالي ضم أركان الدولة العميقة الانقلابية من النخب الفاسدة التي انقلبت على ثورة يناير وإرادة الشعب المصري من صحفيين وإعلاميين وقضاة ورؤساء أحزاب وكتاب وقيادات عمالية وشيوخ عشائر مزيفين من سيناء ومطروح والنوبة وفنانات وفنانين ورجال أعمال.عندما أراد السيسي أن يتحدث عن إنجازاته لم يجد إلا الحديث عن مشروع قناة السويس الجديدة وتحسن خدمة الكهرباء، لكنه كرر نفس الاسطوانة المشروخة التي لا يمل منها وهي "مفيش".. أي لا يوجد، وأقسم "والله لو قادر أدي الناس برة مصر هدي.. والله مكنت خليت حد محروم أبداً في الدنيا، بس إحنا ظروفنا مش سامحة"... كل المشاكل من الفقر والبطالة وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية وتلوث المياه وانقطاع الكهرباء بسبب الظروف لأنه "مفيش رز" رغم أنه تلقى 300 مليار جنيه من "الرز الخليجي" (42 مليار دولار)، ليس هذا فحسب بل تدهورت الحالة الأمنية إلى درجة نقل فيها النظام الانقلابي مؤسسات الدولة من سيناء إلى الإسماعلية بسبب خروج الأوضاع عن السيطرة في سيناء.لم يتحدث السيسي عن إنجازه بتدمير مدينة رفح ونسفها وتشريد أهلها وإقامة منطقة عازلة من أجل حماية الكيان الصهيوني في فلسطين، وخنق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقال لأركان الدولة العميقة من الفاسدين في حفل الإفطار: "مكنش عندي خيار تاني، وأعترف أن أهالي رفح المشردين لا يزالون في العراء لأن المقاولين يرفضون العمل في سيناء وقال: المقاولين سابوا الشغل ومشيوا بسبب التهديدات". وهو إقرار عن فقدان السيطرة الأمنية على سيناء.ولم ينس الجنرال الانقلابي أن يبشر المصريين بالزواج عند حديثه عن البرلمان العتيد في بلد يشهد واحدة من أعلى نسب العنوسة في العالم العربي بسبب الفقر وعدم وجود عمل "نفسى يا مصريين تخلوا بالكم المرة دي، اختاروا البرلمان ونقوه على عنيكم، علشان خاطر بلدنا، نقوا أعضاءه زي ما يكون الواحد فينا بيختار عريس لبنته.. لأننا بنديله مصر".