13 سبتمبر 2025
تسجيلابتداء لا أعتقد أن بضع كلمات على صفحات الجرائد أو تعليقات تصدر من متابعين للمشهد السياسي ستوفي حق أمير كرس نفسه لخدمة شعبه وأمته، وأحدث نقلات نوعية هائلة في مختلف مجالات الحياة سواء في السياسة أو الاقتصاد أو العلم والثقافة والاجتماع والتاريخ ...... ليس على صعيد الوطن فحسب بل على صعيد المنطقة والعالم، لكنها كلمة حق بل هي شهادة لا ينبغي أن يكتمها المنصفون، نقولها لله والتاريخ، عرفانا ووفاء ومروءة . الكل يتذكر ماذا كانت دولة قطر في فترة ما قبل 1995وكيف تحولت إلى دولة مفعمة بالحيوية والنشاط تصنع الأحداث، وتأخذ بالمبادرة وتتقدم الصفوف حيثما كانت في ذلك للأمة من مصلحة، لكنها بعين الوقت اعتمدت برنامجا طموحا في تطوير الموارد وتنويع الثروات وتعظيمها حتى تقلدت قطر مكانا مرموقا على صعيد الناتج القومي أو معدل الدخل الفردي أو حجم الاستثمارات الخارجية، وهكذا انصرفت القيادة بحكمة وهدوء، وفي توازن فريد،عين على الداخل تستهدف تطوير الوطن والمواطن، وعين على الخارج تستهدف معالجة أمراض مزمنة تعاني منها الأمة وتتصدى بجرأة وحماسة للتحديات التي تعوقها في النهوض والارتقاء. وهكذا أصبحت قطر في بحر سنوات ملء سمع الدنيا وبصرها عن جدارة واستحقاق. اعتدنا أن نشهد لقادة العالم نجاحهم على الصعيد الوطني وآخرين على الصعيد الإقليمي أو الدولي، لكن قلما نرى قادة نجحوا في أوطانهم ونجحوا أيضاً فيما يتجاوز ذلك إقليميا أو دوليا، قطر في ظل قيادة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أصبحت مثلا . ترجل الفارس وهو في قمة انتصاراته وانجازاته، كالرياضي الذي يعتزل وهو في الذروة، لقد كسر العديد من الأرقام القياسية لكنه هنا يسجل رقما قياسيا متميزا لن يضارعه فيه أحد مهما حاول أو اجتهد، وهذا ما فعله سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بل هكذا تنتقل تقاليد الرياضة إلى السياسة بما فيها من جمال وأريحية وروح فريق. لا أحد بعد الآن سوف يجرؤ وينحي باللائمة أو يتهم قطر بالازدواجية على دورها في دعم ومساندة حركة التغيير في العالم العربي، حيث ارتضى أميرها لنفسه ما كان يرتضيه لزعماء العرب، وهي سنة حسنة سيكون له أجرها وأجر من يعمل بها من بعده ولا أحسبهم قليل. ثمانية عشر عاما قضتها قطر وهي تنتقل من نجاح إلى نجاح أكبر، إلا أن قمة النجاح تحقق اليوم في هذا التداول السلس والفريد للسلطة حيث سلم سمو الشيخ حمد الراية وهو في قمة نجاحاته إلى سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لأن الزمن تغير وتبدل، والقرن العشرون هو غير القرن الحادي والعشرين، وعام 1995 غير عام 2013، بل إن العالم العربي قبل الربيع هو غيره من بعده، وتحولاته وتفاعلاته باتت بحاجة إلى طاقم قيادة جديدة ذي سمت جديد، ورؤية جديدة، يبني على النجاحات الكثيرة المتحققة نجاحات أكبر، وهذا هو المأمول والمتوقع. استلم الراية من يستحق، رجل عرفته عن قرب شجاعا، رجل دولة مفعم بالحيوية وصاحب قضية ورؤية وبعد نظر، سينجح الابن دون ريب كما نجح الوالد، وهكذا تمضي دولة قطر بهدوء الواثق المقتدر في استكمال مسيرتها الظافرة من نجاح إلى نجاح. ما حصل اليوم يعبر عن قرار جريء لكنه يعكس تجربة فريدة في الحكم، فيها الكثير من الموضوعية، إلى جانب الكثير من الزهد والتواضع، يؤكد فيها سمو الشيخ حمد مجددا أن مبادرته عام 1995 لم تكن مقصودة لذاتها وما كان السلطان هو الغاية والدافع وإلا ما جعل نهايات حكمه معطرة بالمسك.