18 سبتمبر 2025

تسجيل

75 سنة تفصلنا عن النكبة وقطر تؤكد موقفها

26 مايو 2023

يستذكر الفلسطينيون في الـ 15 من مايو من كل عام، ذكرى النكبة، احتلال أراضيهم من جانب إسرائيل، وطردهم إلى مخيمات اللجوء، ودول الجوار، فيما لا يزالون يحلمون بالعودة، ويتمسكون بمقاومة الاحتلال على جانب آخر أحيت الأمم المتحدة في أروقتها بمدينة نيويورك ذكرى نكبة فلسطين عام 1948 لأول مرة بتاريخها وذلك بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقالت «لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف» في بيان على موقعها الإلكتروني، إنها تحيي الذكرى السنوية 75 للنكبة بمساعدة شعبة حقوق الفلسطينيين في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وفي 30 نوفمبر 2022، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة 4 قرارات لصالح فلسطين، بينها قرار يطلب من «شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة» تكريس أنشطتها في عام 2023 لإحياء الذكرى 75 للنكبة بما في ذلك إقامة حدث رفيع المستوى في قاعة الجمعية العامة في 15 مايو 2023 أما إسرائيل الدولة العبرية المحتلة فدعت إلى مقاطعة اجتماع تنظمه الأمم المتحدة بمقرها في نيويورك لأول مرة في تاريخها إحياءً لذكرى نكبة فلسطين عام 1948، معتبرة أن «الحدث يشوه التاريخ. مرت 75 سنة منذ حدثت نكبة فلسطين (لدى المحتل هي عيد الاستقلال! ) وللحقيقة والتاريخ فان الذي حدث هو تشريد شعب أصيل وتعويضه بشعب دخيل. كان الفلسطينيون في بلادهم حوالي 91% من مسلمين ومسيحيين ولا يمثل اليهود سوى 9% على كامل الأرض يتميز شعبهم قبل 1947 بالسلام والتعايش حين بدأت المؤامرات البريطانية بوعد بلفور من أجل زرع كيان غريب في جسم أمة الإسلام أي مشروع دولة يهودية تدين بالولاء لأسيادها الأوروبيين وتضمن للامبراطوريات القديمة استمرار نهب خيرات الشرق ومنع وحدة المسلمين وبمناسبة هذه الذكرى الأليمة وجــــه حـــضـــرة صـــاحـــب الــســمــو الـشـيـخ تـمـيـم بــن حـمـد آل ثـانـي أمـيـر دولة قطر رســالــة إلـى الاجتماع الرفيع المستوى للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي لـحـقـوقـه غير القابلة للتصرف ووجه التحية لما تقوم به الأمم المتحدة لدعم حقوق الشعب الـفـلـسـطـيـنـي . وقــد كـانـت دولــة قطر مـن الـدول المقدمة مشروع قــرار الـجـمـعـيـة الـعـامـة الأخير حـــول شــعــبــة حــقــوق الـشـعـب الــفــلــســطــيــنــي الــــــذي طــالــب بــتــكــريــس الأنشطة فـــي هــذا العام للاحتفال وتـــــدرك دولــــة قــطــر مـــا لــهــذه المناسبة مــن مــكــانــة مـركـزيـة فـــي الــقــضــيــة الـفـلـسـطـيـنـيـة، لــيــس فــقــط بــالــنــســبــة للـ 14 مليون فلسطيني الذين عايش آبـاؤهـم وأجـدادهـم ذلـك الحدث المأساوي، بــل وبـالـنـسـبـة لكل الــعــرب والمسلمين والأحرار حول العالم للفت الأنظار الى حقوق شعب فلسطين وبخاصة العودة إلى بـلـدهـم الـــذي هــجــروا منه واليوم مرت 75 سنة على النكبة و56 سـنـة عـلـى الاحتلال الإسرائيلي الذي تم عام 1967 للضفة الغربية وقــطــاع غــــزة. وعــلــى الــرغــم مـن الــــقــــرارات الــــصــــادرة عـــن الأمم المتحدة منذ ذلـك الحين وإجماع المجتمع الدولي على عدم شرعية الاحتلال، فـما زال هــذا الاحتلال مـسـتـمـرا وتـصـاحـبـه مـمـارسـات غير شرعية، بما فيها الاستيطان فـي الأراضي المحتلة ومحاولات ضم الأراضي الفلسطينية وهدم الممتلكات الفلسطينية وتشريد وقـــمـــع الـــشـــعـــب الــفــلــســطــيــنــي وحــرمــانــه مــن مـخـتـلـف الـحـقـوق ومــن مــصــادره الـطـبـيـعـيـة. وفـي الأشهر الأخيرة ازداد الـعـنـف ضـد الشعب الفلسطيني الأعزل، كـمـا تـصـاعـدت الاعتداءات على مـقـدسـاتـه وتقييد حـق المسلمين والمسيحين فـي الــوصــول الآمن والــحــر وغــيــر المقيد إلــى أمـاكـن عــبــادتــهــم فــي المسجد الأقصى المبارك وكـنـائـس الـقـدس المحتلة لأداء شعائرهم الدينية ولا شك أن هذه الممارسات غير المشروعة تشكل تـنـكـرا مـن جـانـب سلطات الاحتلال لالتزاماتها بـمـوجـب الـــقـــانـــون الإنساني الـــدولـــي الـــذي يــفــرض مـسـؤولـيـة ضـمـان حقوق العبادة وحماية المصلين والمقدسات الدينية، وكذلك يشكل انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وقــــد أدانـــــت دولـــــة قــطــر بــشــدة الإجراءات الأخيرة ضـد المسجد الأقصى المبارك الـــتـــي تــأتــي امــتــدادا لـسـيـاسـة تـهـويـد الـقـدس واستفزازا مشاعر ملياري مسلم فـــي الـــعـــالـــم، وتـــهـــدد بــانــفــجــار الــوضــع. كـمـا أن تـلـك الإجراءات تـهـدد بـتـلاشـي الآمال بالتوصل إلــــى حـــل الدولتين. وفــــي هــذا الـصـدد نعبر مـجـددا عـن الإدانة والاستنكار الــشــديــديــن الى محاولات تهويد مدينة القدس المحتلة وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، ونـشـدد عــلــى ضـــــرورة احـــتـــرام الــوضــع الـقـانـونـي والـتـاريـخـي الـقـائـم في الـحـرم الـقـدسـي الـشـريـف، بكامل مساحته، واحترام مكانته كمكان عـبـادة خـالـص للمسلمين، وعـدم الــقــيــام بـــأي مــحــاولــة لـتـقـسـيـمـه زمانيا أو مكانيا. وبـالـنـظـر إلـى اسـتـمـرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي ومــا يــرتــبــط بــهــمــا مـــن انــتــهــاكــات لــلــقــانــون الــــدولــــي والــشــرعــيــة الــدولــيــة، فـقـد دعـمـت دولـــة قطر طــلــب الــجــمــعــيــة الــعــامــة لــلأمــم المتحدة إلى محكمة العدل الدولية تقديم رأي استشاري حول الآثار القانونية للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي والــتــدابــيــر الـرامـيـة إلى تغيير التكوين الديموغرافي للقدس. ودولة قطر ملتزمة بدعم الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي الـشـقـيـق المتمسك بحقوقه والـصـامـد منذ النكبة محتفظا بمفاتيح بيوت أجـداده التي سلبت منهم وواثقا بالعودة إلى بلده وأرضه. وبـعـد سبعة عـقـود ونـصـف على النكبة فـإنـنـا الـيـوم نـجـدد ثقتنا فـي عـدالـة الـقـضـيـة الفلسطينية ونــحــيــي الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي الـشـقـيـق عـلـى صــمــوده الـبـاسـل لــلــحــصــول عــلــى كــافــة حــقــوقــه، ونــؤكــد عــلــى مــوقــف دولـــة قـطـر الــثــابــت بــضــرورة الــتــوصــل إلـى تـسـويـة سلمية لقضية فلسطين مـن جميع جوانبها على أسـاس الـقـانـون الــدولــي وقــــرارات الأمم المتحدة، وإنـــــهـــــاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الحل القائم عــلــى وجــــود دولـــتيـــن المتضمن قــيــام دولــــة فلسطين المتمتعة بالاستقلال والسيادة ومقومات الــبــقــاء عــلــى حــــدود عـــام 1967 وعــاصــمــتــهــا الـــقـــدس الـشـرقـيـة ومنح الشعب الفلسطيني جميع حــقــوقــه غــيــر الــقــابــلــة لـلـتـصـرف وذلـك وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الــصــلــة ومــــبــــادرة الــسلام العربية.