29 أكتوبر 2025

تسجيل

شَمِّر

26 مايو 2019

كُنَّا بالأمس القريب نستقبل رمضان بالبهجة والسرور والهمَّة العالية، وقد أسرعت الأيام حتى ذهبَ أكثرُه وقد أحسن أنَاسٌ في الأيام الماضية فصاموا النهار وقاموا الليل، وقرؤوا القرآن، وتصدقوا وأحسنوا، وتركوا المعاصي والسيئات، فلهم الأجر العظيم، والثواب الكبير، وعليهم بذل جهد أكبر في الباقي من أيام رمضان المبارك، وقد أساء آخرون فأخلُّوا بالصيام، وتركوا القيام، فعلى هؤلاء أن يستدركوا ما فاتهم ويغتنموا هذه الأيام العشر في الطاعات وما يقربهم إلى الله تعالى، فلقد أقبلت أفضل أيام رمضان، ومِسك الختام إنها العشر المباركات وما فيها من عظيم الخيرات ورفعة الدرجات، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصُّ هذه العشر الأواخر باهتمامٍ خاص ويعمرها بعدة أعمال. ففي الصحيحين من حديث عائشة: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر شدَّ مِئزَره وأحيا ليله وأيقظ أهله)). وفي حديث آخر ((كان رسول الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها)). وجاء في الصحيحين: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله)). الليلة أولى ليالي العشر الأواخر من رمضان، فشَمِّروا سواعدكم، وصَفُّوا نواياكم وقلوبكم من الشحناء والكراهية وكل ما يُعلِّق قلوبنا بالدنيا، ضاعفوا ركعاتكم ودعواتك بإدراك ليلة القدر، ألِحُّوا بدعائكم وبادروا بإخراج صدقاتكم، أطيلوا قيامَكم وتهجُّدَكم، فنحن على موعدٍ مع ليالٍ عشر، فيها أعظم ليلةٍ نتمنَّى إدراكَها عساها تشفع لنا يومَ الحساب، وَفي ذلِكَ فَليَتَنَافس المتنافسون. فيجب علينا تنظيم الوقت في ليالي العشر حتى نُدركَ ليلةَ القدر بإذن الله: 1-صلاة التراويح وصلاة التهجد كل ليلة. 2-الصدقة كل ليلة حتى ولو بالقليل. 3-الحرص على ختم قراءة القرآن. 4-ترديد "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنَّا" كما وصى النبي عليه الصلاة والسلام عائشة. كثرة ذكر الله، والاستغفار والتسبيح، وتجنب الزيارات ووسائل اللهو والسهر، الإكثار من الهدوء والسكينة والبُعد عن الجدال والمشاجرات، وكثرة سؤال الله القبول. اللهم أعِنَّا على الصيام والقيام والتهجد وحُسن الطاعة والعبادة في هذه الأيام المباركة.