19 سبتمبر 2025
تسجيلهل هناك علاقة بين علم الفلك وخرافة التنجيم كما يعتقد الكثيرون؟.... لماذا يخلط الناس بينهما؟.... ما الفرق بين علم الفلك والتنجيم؟.... ما موقف أهل الشرع وعلماء الفلك من التنجيم؟ ها نحن أصبحنا نعيش في عصر التكنولوجيا الحديثة وما بها من تطورات هائلة نستخدمها في شتى مناحي الحياة، ثم نجد أناسًا كثيرين في مجتمعنا يخلطون بين علم الفلك والتنجيم، بل والأدهى من ذلك أنهم يصفون عالم الفلك بالمنجم، فحينما يتعرف أحدهم على عالم فلكي تجده يبادر سريعًا بأسئلة تتعلق بـ (حظك اليوم، والأبراج وما إلى ذلك) وينسى الفلك كعلم..... تعالوا نتعرف أكثر على علم الفلك وخرافة التنجيم والفرق بينهما. علم الفلك، والذي نسميه "أسترونومي" هو ذلك العلم الذي يبحث في الكون وما يحوي من مجرات وأجرام سماوية كالنجوم، والكواكب، والسُّدم، والشهب، والنيازك بطريقة علمية تعتمد على النظريات والقوانين الفيزيائية والرياضية، ويقوم الفلكيون أيضًا برصد تلك الأجرام السماوية للتعرف على الخصائص الفيزيائية والكيميائية لكل جرم، إضافة إلى دراسة قوانين الحركة لتلك الأجرام في مداراتها المختلفة. أما التنجيم، والذي يطلق عليه "استرولوجي" فهو ليس علمًا كما يدعي البعض، لأنه يقوم على الاستدلال بمواقع النجوم والكواكب في السماء، ثم يربط المنجمون بين مواقع تلك النجوم والكواكب وبين سلوك الإنسان ومصيره من حب وسعاده وشقاء وسفر وما إلى ذلك، وبهذا يظن المنجمون أن سلوك الإنسان ومصيره يتحدد بمواقع النجوم والكواكب الموجودة في السماء وقت ولادته، وهو لا يخضع للنظريات العلمية المثبتة منذ قرون، بل يخضع للتنبؤات التي قد تصيب مرة وتُخطئ مرات. وفي مجتمعاتنا، نجد الكثير من الناس يخلط بين علم الفلك والتنجيم، ويرجع ذلك لضعف الثقافة الفلكية لدى هؤلاء الناس، إضافة إلى عدم التمييز بين ما يدور حولنا من نجوم وكواكب وأقمار. وترجع علاقة كلمة التنجيم بعلم الفلك إلى قديم الزمان؛ حيث إن الإنسان قديمًا أول ما عرف في السماء هي النجوم، وكان لا يميز بين النجوم والكواكب وباقي الأجرام السماوية، وكان يطلق على أي جرم في السماء نجمًا، ومن هنا أخذت كلمة التنجيم. ويعتبر البابليون والمصريون والإغريق أول من عرف التنجيم، وذلك لاعتقادهم أن النجوم تتجمع في السماء وتسبب كوارث تؤذي الناس، فعبدوها وسجدوا لها لكي يتجنبوا شرها. وفي القرن الثامن عشر من الميلاد أصبح علماء الفلك بجانب علماء الشرع يتصدون لتلك العملية، وذلك بنشر الثقافة الفلكية عن طريق الأخبار الفلكية، والدورات التدريبية، وورش العمل، والمحاضرات الفلكية، إضافة إلى القيام برحلات للرصد العملي للأجرام السماوية من الأماكن البعيدة عن الملوثات البيئية والضوئية. وهناك أمور أخرى تشبه التنجيم مثل قراءة الكف والفنجان وغيرها، وذلك لاعتمادها أيضًا على ربط مصير الإنسان وسلوكه ببعض الظواهر الخارجية كأطوال خطوط الكف، أو أشكال رواسب القهوة في الفنجان. وختامًا، علم الفلك يخضع لقوانين ونظريات فيزيائية ورياضية "مثبتة منذ قرون" لدراسة وتفسير كل ما يتعلق بالكون حولنا دراسة علمية صحيحة، أما التنجيم فهو ظني ولا يخضع لأية قوانين أو نظريات، ولا يعتمد على أيٍّ من العلوم الأساسية، فهو مجرد عملية تخمين وظن قد تصيب حينًا وتخطئ أحيانًا، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: "كذب المنجمون ولو صدقوا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.