16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عبثًا، يحاول بعض المراقبين خلق الانطباع بأن الرئيس ترامب قادر على إقناع طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على التوصل إلى صفقة تضع حدًا لصراع استمر لعقود طويلة، وهو صراع يزداد تعقيدًا وصعوبةً مع الزمن بحيث أصبح حله ضربًا من الخيال.وبعيدًا عن لغة التشاؤم، فربما هناك نية صادقة للطرف الأمريكي للدفع قُدمًا بعملية السلام لكن التوصل إلى صفقة شاملة يتطلب شروطًا لم تتوافر بعد. فالنية لوحدها لا تكفي وهي مؤشر على السذاجة إن لم تقترن بإستراتيجية تعمل على خلق الشروط الضرورية الكافية لإقناع الطرفين بأن عقد اتفاق سلام هو في مصلحتهما.لا نذيع سرًا عندما نقول بأن مركز السياسة الإسرائيلي قد انحرف واقترب من أقصى اليمين، وعليه فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة المحكومة بتوزانات ائتلافية أصبحت تمثل مصالح الاحتلال والاستيطان. فالمزاج الإسرائيلي السائد بعد اندلاع انتفاضة الأقصى والتطورات في المشهد السياسي الإسرائيلي وبروز حالة من التماهي بين اليمين الأمريكي واليمين الإسرائيلي الحاكم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كلها عوامل قتلت ما كان يعرف بـ"معسكر" السلام في إسرائيل الذي اختفت رموز البارزة من أمثال يوسي بيلين ويوسي سريد وشلوميت ألوني وافراهام بورج وحاييم رامون! في إسرائيل، لا صوت يعلو على صوت اليمين، وهذا اليمين لا يخشى من ولا على السلطة الفلسطينية التي ترتبط مع إسرائيل باتفاقية تنسيق أمني محكم يساهم في أمن إسرائيل مع أن الأخيرة ماضية في تسمين مستوطناتها التي بات يسكنها أكثر من ثلاثة أرباع المليون مستوطن في أراض تم احتلالها عام ١٩٦٧.طبعا، تستطيع الولايات المتحدة لو أرادات أن تلعب في الساحة الإسرائيلية وتعيد ترتيبها لإنضاج تحالف سلام يقبل بتقديم تنازلات كافية لاغراء الطرف الفلسطيني على عقد معاهدة سلام، فضغط إمريكي جاد يمكن له أن يعيد ترتيب أولويات الناخب الإسرائيلي كما حدث عام ١٩٩٢ وإعادة ترتيب أولويات الأحزاب الإسرائيلية في الوقت ذاته! نعم هذا أمر ممكن ولكن رؤوساء أمريكا المتعاقبين لا يريدون المضي قدما مع هكذا فكرة لتعقيدات السياسة الداخلية في واشنطن ودور لوبي إسرائيل وقدرته على خلق تحديات كبيرة للرئيس في واشنطن هو في غنى عنها.بتقديري، يمكن لأي رئيس أمريكي التعاطي مع التحديات الداخلية التي يمكن أن تخلقها له القوى المؤيدة لإسرائيل إن تمكن من وضع حل الدولتين في سياق خدمة المصالح الإستراتيجية الأمريكية الكونية وهو أمر لم يقم به أي رئيس لغاية الآن. فالمدرسة السائدة في واشنطن تفيد بأن الصراعات في الشرق الأوسط غير مترابطة وأن حل الصراع العربي الإسرائيلي لن يسهم في وضع حد نهائي لكافة الصراعات الأخرى.لا تتسع المساحة الكتابية الممنوحة في هذا المقال لأن أستفيض في شرح التداخل بين ما يريده الرئيس وما يمكن أن يقوم به، لكن يكفي أن أشير إلى حقيقة ساطعة وهي أن الرئيس ترامب لا يرى بحل الدولتين أمرًا نهائيًا وأن هناك مجالًا لحلول أخرى ليس من بينها إقامة دولة فلسطينية. وحتى أكون أكثر دقة، يسعى ترامب إلى العودة إلى الشرق الأوسط بقوة من بوابة خلق إجماع إستراتيجي يرى بإيران والتطرف كمصدري رئيسيين للتهديد. وهو بذلك يرفض مقولة أن الاحتلال الإسرائيلي أحد أهم أسباب خلق مناخات التطرف، لذلك لا مجال لصفقة، فإسرائيل أقوى بكثير من أن تقدم ما قدمه أيهود باراك للفلسطينيين في كامب ديفيد ورفضوه والفلسطينيون أضعف بكثير من أن يقبلوا بأقل مما قدمه أيهود باراك ورفضه ياسر عرفات.