11 سبتمبر 2025

تسجيل

انتخابات عربية مضروبة !

26 مايو 2014

انتظرت الشعوب العربية حتى الآن ما يناهز السبعة عقود لكي تجد الفرصة لكي تمارس لعبة انتخابات ديمقراطية حقيقية لا تكون نتائجها معروفة سلفا كما هو الحال في مثل الانتخابات الكثيرة التي خاضها بعض الرؤساء العرب منذ أواخر القرن الماضي، وظلوا يخوضونها حتى اليوم، وظلوا يكسبونها بنسب تقارب الكمال، رغم أن الكمال لا يتأتى إلا للمولى وحده، تبارك وتعالى. هل تذكرون نسب الاكتساحات الانتخابية للرؤساء جمال عبدالناصر، والسادات، وحسني مبارك وحافظ الأسد، والحبيب بورقيبة، وهواري بومدين، وزين العابدين بن علي، والطاؤوس ملك ملوك إفريقيا، وجعفر نميري، من الرؤساء الذين ذهبوا ليس بقدرة الصناديق الانتخابية ولكن بقدرة واحد أحد. أما الباقون منهم حتى اليوم، فالله وحده يعلم كيف ومتى يمكن زحزحتهم من أبراجهم العالية التي ظلوا ماكثين فيها مثل نقالة التاريخ السرمد. الله وحده يعلم، ويقدر. ولكن الصناديق لا تعلم ولا تقدر.في الأيام القليلة الماضية أنهت دولة العراق، أو ما تبقى منها، أول انتخابات (طائفية) بعد خروج الأمريكيين، وسط هدير الرصاص والتفجيرات، وصراخ الثاكلات على موتى دهمهم الموت وهم ينتظرون استلام بطاقات الاقتراع في الانتخابات الأكذوبة. وبعد انتهاء الانتخابات أخذ كل زعيم من زعماء الصنيعة الخارجية، أخذ معوله وبدأ في هدم ما تصور الشعب المغلوب على أمره أنها مرحلة جديدة وذات صدقية. هذا الزعيم لا يعترف بذاك الزعيم رغم فوزه. ويهدد بالويل والثبور إذا شارك هذا الزعيم في الحكومة القادمة. أو وجد نصيبا من كيكة السلطة التي تكاثر المتلهفون على قضمها فور انتهاء الانتخابات. الاختلافات ليست حول البرامج المطروحة لحل مشاكل الشعب. ولكن حول هذا المنصب أو ذاك. إذن، لماذا اشغل الشعب المغلوب على أمره بانتخابات لن تقدم. ولن تؤخر كل هذه الشهور. ولا عزاء للناظرين للسراب الذي حسبوه ماء. أما انتخابات (المحروسة) على رواية. و(أم الدنيا) على رواية أخرى، فقد جرت على قدم وساق في المحطات الخارجية. ومن المقرر أن تبدأ الانتخابات الرئيسية في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من مايو. ولا أدري من سيكون السابق إلى عين المتلقي أولا هذا المقال أم نتائج انتخابات (أم الدنيا). ولكن الخسارة الفادحة هي أن أكثر طبقات الشعب المصري حيوية لن تجد نفسها في هذه الانتخابات. يصعب على المرء أن يرى الشعب الأكثر والأقدم حضارة لم يستطع أن يعبر إلى الضفة الأخرى ّأما أكبر الانتخابات الرئاسية مسخا، فسوف تجري في سوريا. أو في ما تبقى من الحطام السوري مع بدايات يونيو القادم. وسوف يتنافس فيها (الرئيس) بشار الأسد، بطل التدمير الشامل في سوريا مع مجموعة من النكرات السوريين الذين جيء بهم لتحليل النتيجة المزجاة. لا أحد يملك المقدرة البلاغية لكي يصف هذا الهذر الديمقراطي السوري الذي لا تزكيه إلا مستشارة الأسد المدعوة بثينة شعبان، التي هي مثال للمثقف الذي يبيع ضميره في حراجات السياسة.