17 سبتمبر 2025

تسجيل

العراق الحالي و إسرائيل..؟

26 مايو 2014

لعل من الأسباب الظاهرة والمعلنة لتوتر علاقة حكومة المركز (بغداد) مع حكومة دولة كردستان الجنوبية (أربيل) هو ملف العلاقة الخاصة جدا مع إسرائيل؟ خصوصا بعدما أشيع عن أنباء تصدير شحنات من النفط الكردي لإسرائيل؟ وهو الأمر الذي أثار حفيظة حكومة السيد نوري المالكي الحريصة كل الحرص على توفير أسباب تصعيد الصراع مع الحكومة الكردية ليس على أساس المصالح الوطنية والقومية للعراق بكل تأكيد، بل بالضد من موقف السيد البارزاني الرافض لولاية مالكية ثالثة وحيث هدد التحالف الكردي علنا بالانفصال عن العراق نهائيا إذا عاد المالكي؟ وطبعا وعود الطبقة السياسية الفاشلة والخائبة في العراق من مختلف المكونات الكردية أو السنية أو الشيعية لا قيمة لها أبدا! إذ لم يتعود العراقيون أبداً على رؤية تلك الطبقة السياسية وهي تحترم كلماتها وتعهداتها أو تلتزم بأية مواثيق شرف أو عهود أو وعود!، فالمالكي نفسه كان قبل أربعة عجاف قد طلب مهلة من الشعب العراقي أمدها 100 يوم فقط لاغير لرؤية التغيير الإيجابي الموعود؟ فمر 100 شهر.. ولا خبر ولا جديد ولا أي شيء قد تحقق سوى السراب!!. المهم أن بعض الأطراف الكردية باتت تروج لحكاية خرافية مفادها بأن القائد العام المشير الركن نوري المالكي هو اليوم بصدد تحريك قواته صوب جمهورية كردستان البارزانية لضرب واحتلال أربيل بسبب خلفية العلاقة مع إسرائيل ولخلق انطباع بأنه أي المالكي رجل العراق القوي وموحد القطرين وقائد الجموع ومختار العصر والزمان وقائد (الغر المحجلين). ولكن هل حقا بأن حكومة نوري المالكي تعتقد بأن إسرائيل هي العدو الأول والرئيس للعراق كما كانت عقيدة الحكم العراقي منذ عام 1948 وحتى احتلال العراق أمريكيا عام 2003 قبل أن تتغير كثير من الأمور والمسلمات والتي أبرزها أن إسرائيل لم تعد هي العدو الأساس بل إنها توارت في ظل الملفات المتراكمة وتغيير البوصلة لاسيَّما وأن العديد من الوجوه السياسية العراقية السائدة اليوم لم تخف أبداً علاقتها بإسرائيل. والمالكي حينما ينتقد الأكراد لعلاقتهم وهي تاريخية مع إسرائيل تمتد لمنتصف ستينيات القرن الماضي لا يخدع إلا نفسه! ولا يمارس إلا عملية خداع جماهيرية كبرى!، فإسرائيل باتت اليوم حاضرة بقوة في الوضع العراقي وعيونها ورجالها ومواقعها الممتدة من المنطقة البغدادية الخضراء للقاعدة الأمريكية في (بلد) لمدينة أربيل لم تعد سرا مكينا أو أمرا مخفيا، بل بات وجودها شبه العلني أمر مفروغ منه!، فصراع القوى الإقليمية في العراق قد فرض مستجدات وظروف جديدة ومتغيرة باتت معها إسرائيل بمثابة جزء من حالة الصراع الإقليمي، فهنالك نفوذ إيراني فاعل ومؤثر وحساس وهنالك دور أمريكي مركزي، وهنالك أدوار أوروبية وعربية وخليجية وتركية معينة تتداخل في ظلالها وثناياها المؤثرات الإسرائيلية خصوصا وجود جهاز (الموساد) وما يشكله العراق من أهمية في الذهنية الإسرائيلية! إذ تظل (بابليون) هي الهدف، فتهريب يهود العراق لإسرائيل في خمسينيات القرن الماضي كان تحت شعار بابليون! كما أن تدمير المفاعل النووي العراقي في السادس من يونيو عام 1981 كان عنوانه (دقيقتان فوق بابل)!. وجمهورية كردستان اليوم بانفتاحها السياسي والاستثماري لإسرائيل وجود فعلي ومباشر فيها!، بنفس الدرجة التي لذلك النفوذ وجود مهم في بغداد ذاتها وبين صفوف أهل الأحزاب الإيرانية ذاتها والتي برغم مرجعيتها الإيرانية لا ترى في إسرائيل أي عدو حقيقي للعراق!