18 سبتمبر 2025
تسجيلقال تعالى: ( إنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) صدق الله العظيم، من تلك الآية الكريمة نستنتج أمراً من الله تعالى وهو أداء الأمانات إلى أهلها، ولكن للأسف الشديد وتحت مسمى (مال عمك ما يهمك) نجد قلة الاهتمام بأداء الأمانة والمحافظة عليها، وفئة قليلة تجدها تُظهر صفاتها على ملامحها وتتأكد من إيمانها فهو أهلُ لحفظ الأمانة، ويجب على كل مسلم أن يحفظ أمانات الناس وحقوقهم ويبتعد عن الإهمال والتفريط. شاب يعمل في دائرة حكومية، يستعمل ما ليس من حقه استعماله، يهرب صاحبنا من مراقبة مسؤوله، يفعل ما يشاء فلا حسيب عليه ولا رقيب، يستخدم الشيء المؤتمن عليه كيفما يشاء ومتى شاء، ناسياً الرقيب الأكبر في السماء، المطِّلع على الأفئدة لا يخفى عليه شيء، يخون الأمانة التي اعطيت له، وقد أمر بالمحافظة عليها، ولكنه يسهم بتضييعها بقلة اهتمامه بها، والتفريط في الأمانة سبب للخلل الأكيد، والنبي ـ عليه السلام ـ يقول: (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له)، مثال بسيط: تهب الدائرة الحكومية للموظف (سيارة) ليقضي بها الأمور المتعلقة بالمعاملات وإنهائها، فيقوم صاحبنا باستغلال هذه الأمانة ويتصرف تصرفاً لا يرضاه القانون، ينهي الأعمال التي وضعت على عاتقه، ثم يقضي مشاويره الخاصة، وكأن ما يملكه هو ملكه الخاص، لنفكر قليلاً، إنْ كانت أمانتك بين يدي (سائق خاص بك)، ورأيته يتصرف بأمانتك(بمزاجه) ما العمل الذي ستقوم به إزاء ذلك؟ اترك الجواب لك وتأكد بأن ما تفعله أنت ايضاً لا يرضي مسؤولك الذي أمّنك على ماله؟ ولا يرضى الله تعالى. إن استغلال أموال الدولة لتكملة الأغراض الشخصية أصبح أمراً شائعاً، إليكم أمثلة بسيطة: 1 ـ تقوم الدولة بتوفير الهواتف النقالة، لاستخدامها لأغراض العمل، فيقوم المؤتمن عليها باستخدامها في أغراضه الشخصية، فأين أنت من الأمانة؟ 2 ـ بعض الشوارع تقوم فيها إنارة الطريق من بعد حلول المغرب أو قبله بدقائق، ويستمر إمداد الطاقة الكهربائية إلى الساعة السادسة صباحا، علماً بأن شروق الشمس يبدأ من الساعة (الرابعة و47 دقيقة تقريباً) مع فارق بسيط في الثواني والدقائق يومياً، فلماذا هذا الإسراف؟، تخيل لدقيقة أنك انت من تدفع فاتورة الكهرباء، بالله عليك اتهدر الطاقة هكذا؟، علماً بأن (هيئة الأشغال العامة) قد خصصت رقماً لإبلاغها إنْ كانت هناك بعض الإنارات مضيئة في ساعات الصباح، لكل من يرى هذا الأمر عليه بالاتصال وتسجيل البلاغ، نرجو ترشيد الاستهلاك والحد من الإسراف. وهناك الكثير من الأمثلة التي نراها بشكل يومي في حياتنا، وأبسط مثال الإنارة التي يستخدمها البعض في حديقة منزله الخاصة، لا اعتقد من الضروري أن تستمر الإنارة إلى ما بعد منتصف الليل، فالدولة تنفق الملايين، وعلينا أن نرشد في استهلاك هذه النعم، ونتذكر من هو محروم منها، إن الدولة لم تقصر علينا بشيء ولا يجب بالمقابل أن نلعب بمالها وخيراتها. نقطة: أرجو أن لا يكون شعارنا (مال عمك ما يهمك).