12 سبتمبر 2025

تسجيل

لهؤلاء الذين يعيشون خارج حدود العقل

26 مايو 2012

لم يكن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي مضطرا لإعلان رفض السعودية للتهديد الإيراني الذي اعتبر إنجاز الاتحاد بين السعودية والبحرين بمثابة "إعلان حرب"، فهذا التهديد كما يراه المسؤول السعودي المخضرم "غير مقبول ومرفوض لأنه ليس لإيران أي دخل بما يجري بين البلدين من إجراءات حتى وإن قررا الوحدة". الرد السعودي هو رد خليجي عام، وحتى تلميحات الفيصل بأن السعودية وكل دول مجلس التعاون الخليجي لن تعيق قيام اتحاد إيران مع من تشاء من الدول، لأنه من حقها تشكيل اتحاد مع من تشاء. ولكن حتى لا يؤخذ الكلام على عواهنه، فهناك تحذير خليجي شامل هنا وهو ألا تضر إيران بمبادئ الجوار وأن عليها أن تبادلنا حسن الجوار. يبدو أن فكرة قيام اتحاد سواء بين السعودية والبحرين أو اتحاد اشمل يضم كل دول مجلس التعاون قد أزعجت جيراننا في المنطقة، حتى وإن كان هذا الاتحاد في مراحل الدراسة والتقييم الآن كما أعلنت القمة التشاورية الخليجية الأخيرة في الرياض. ولكن الإيرانيين وكما هي عادتهم يستبقون الأحداث ليرهبونا باعتراضاتهم في الوقت الذي خرجت فيه القمة بضرورة تحقيق الاتحاد الإقليمي بكافة أضلعه الخارجية والسياسية والاقتصادية والدفاعية المشتركة. ومهما كانت الاعتراضات الإيرانية، فلدى مجتمعنا الخليجي الأسباب الكافية لتأسيس هذا الاتحاد المرتقب من أجل الإسراع بتطبيق العملة الموحدة وتذليل كافة العقبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية. وإذا كان من الأفضل الارتكان إلى دراسات موثقة لتبيان أهمية هذا الاتحاد على كافة دول المجلس الخليجي، فقد نستعرض معا مضمون دراسة متخصصة للمعهد السعودي للدراسات الدبلوماسية، أكدت أن التحول إلى "الاتحاد" بديلا عن "التعاون" ليس مجرد خيار مطروح، بل مسألة مصير ووجود، في ظل تحولات إقليمية ودولية غير مسبوقة. وتتحدث الدراسة عن التكامل الدفاعي الذي يمثل الضمانة الرئيسية لأمن دول الخليج بوصفه بديلا عن التحالفات الإقليمية والدولية التي تحقق توازنا ليست له صفة الديمومة. وتستند الدراسة إلى تقديرات أشارت إلى أن مجموع الجيوش الخليجية إذا اكتمل الاتحاد سيبلغ ما يقارب 360 ألف جندي. ولبلوغ هذه القوة،، يتطلب من الدول الخليجية التكامل الدفاعي وإعادة هيكلة ودمج المؤسسات الأمنية الخليجية، في سبيل تحقيق صيغة للأمن بالخليج العربي، انطلاقا من مبدأ "توازن القوى" الذي يعد ضمانة رئيسية لتوازن المصالح، وبما يعطي زخما أكبر للتعاون بينها ويمنحها القدرة على التحرك المشترك السريع لمساعدة دولة خليجية أخرى في المستقبل، قد تطلب مساندة تلك القوات. وننتقل إلى النقطة الأخرى الأهم وهي التكامل الجغرافي، لأن حجم مساحة الاتحاد الجديد سيقارب 2.8 مليون كم مربع مما يجعله قادرا على التحكم في ممرات وفضاءات إقليمية إستراتيجية، ومنح دول المجلس الخليجي القدرة على التأثير على الصعيدين العربي والدولي. وهذا ينقلنا إلى الدوافع الإقليمية للاتحاد الخليجي، وتتعلق بتنامي القوة الإيرانية، الأمر الذي يعكس خللا في توازن القوى في العلاقات الخليجية – الإيرانية. وإذا أردنا التوضيح أكثر، فإن قوام قوات الجيش الإيراني العاملة تصل لنحو 545 ألفا، مقابل عدد قوات جيوش دول الخليج العربية العاملة مجتمعة الذي يقارب 360 ألف جندي، بالإضافة إلى سعي إيران لزيادة عتادها العسكري، وتطوير منظومتها الصاروخية، وسعيها لامتلاك السلاح النووي. ويضاف إلى هذا العنصر غير المتوازن، الأطماع الإيرانية الإقليمية التي تدفع طهران إلى تعزيز سيطرة إيران وهيمنتها المطلقة على منطقة الخليج العربي بتصدير الثورة الذي لم يتوقف. ويدخل العراق بقوة إلى دائرة المخاطر الإقليمية على أمن دول مجلس التعاون الخليجي وضع العراق خاصة ما بعد الانسحاب الأمريكي، وذلك بسبب بتنامي الخلافات السياسية التي أعقبت عملية الانسحاب الأمريكي في ديسمبر 2011. أما اليمن فهو ليس بعيدا عن دائرة المخاطر التي تهدد بقوة أمن الخليج وذلك حسب دراسة المعهد السعودي للدراسات الدبلوماسية، في ظل عدم وجود توافق سياسي بين الأطراف الرئيسية في اليمن، ليظل سيناريو الحرب الأهلية قائما انطلاقا من وجود مؤشراتها بالفعل.. والاضطرابات وعمليات القتال مستمرة بين الأطراف المختلفة، فضلا عن المواجهات بين الحوثيين وقوى المعارضة، وسيطرة تنظيم القاعدة على عدد من المدن اليمنية، وبالتالي تتصاعد وتيرة المخاوف من حقيقة بقاء اليمن دولة موحدة، وترشيح احتمالات التقسيم، الذي يعد الخيار الأسوأ بالنسبة للأمن الإقليمي الخليجي، خاصة إذا علمنا أن اليمن يمثل الامتداد الجيوإستراتيجي لأمن دول المجلس. وبعد كل هذا، لم تقف إيران على مسافة واحدة من دول المنطقة، فما أن أفصح الخليجيون عن نيتهم بالانتقال إلى الاتحاد بعد اكتمال الدراسات اللازمة، حتى كشر الإيرانيون عن أنيابهم وشنوا هجوما غير مقبول بالمرة على مشروع الاتحاد ووصفوه بأنه " مشروع فوضوي"، ثم يخرج علينا المعتوه علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني ليسمعنا كلاما لا قيمة له مثل " البحرين ليست لقمة سائغة يمكن ابتلاعها بسهولة " فهو وأسياده هنا يسترجعون اللهجة العنصرية الاستعلائية للشاه، ثم نراه مع نوابه يجاهرون بكلام متعجرف بضم البحرين إلى إيران. ثم من منح لاريجاني ونوابه التدخل في شؤوننا الداخلية، أليس هناك مواثيق وأعراف وقوانين دولية تمنع الدول من اقتحام سيادة الدول الأخرى، ألم يتعلم هؤلاء القانون الدولي وحق الدولة العضو في الأمم المتحدة، أم أن الإيرانيين يستقوون على الخليج بمشروعهم النووي وقدراتهم العسكرية والصاروخية والبحرية. والأهم لم يكن أمام النائب الذي طلب من بلاده اتخاذ إجراء جاد لمواجهة ما أسماه بخطة السعودية لضم البحرين لصرف الأنظار عن مشاكل أخرى داخلية في بلاده مثل أزمة الوقود وشح المواد التموينية وفتح وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت حقا من حقوق الإنسان في العالم المتحضر. حقا لقد قرأنا كلاما لا أستطيع وصفه مثل أن البحرين من حق إيران وليس السعودية، ولكن لا يهم هذا الكلام فهو يخرج من حاقد وربما من شخص أبله يعيش خارج حدود العقل، ولكن أن تصل الأمور أن يخرج البعض في بلادنا للتظاهر ضد فكرة الاتحاد، فهذا أمر غير معقول بالمرة. ونحن لا نصدق من يقول إن حراك المعارضة هو أمر محلي بحت وليس له صلة بأي دولة في حين أن كل الدلائل تشير إلى أن هؤلاء يتلقون تعليماتهم من أسيادهم في إيران متناسين أن الاتحاد سيضيف إلى قوة البحرين مكونات اقتصادية وسياسية وعسكرية ودفاعية. والتساؤل.. ألم يع هؤلاء البحرينيون ما يتردد عن دعوات أطلقها مسؤولون بارزين في النظام الإيراني بشأن حتمية إقامة اتحاد بين إيران والعراق، لتأتي منسجمة مع تصريح أطلقه مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي العراقي، شبه فيه العراق والجمهورية الإسلامية بأنهما "روح في جسدين"، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط العراقية عن مغزاه وتوقيته. ثم لم يقرأ هؤلاء اتهام أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني لإيران بالتدخل في الشأن الداخلي اليمني ومطالبتها بالكف عن التدخلات وعدم إثارة الفتن أو الصراعات الطائفية لأن ذلك لا يهدد دولة بعينها وإنما المنطقة برمتها. إلى من يسمون أنفسهم معارضة سؤال...... معارضة ماذا؟! وضد ماذا؟ معارضة من أجل الوطن معارضة؟ تودي بهذا الوطن إلى الضياع؟ ألم يروا وهم الأعلم بالأوضاع بإيران من خلال زياراتهم المتكررة سواء للزيارات الدينية أو لأي سبب آخر، ألم يروا بأعينهم ويسمعوا بأذانهم ما يتعرض إليه الشعب الإيراني من ضيم العيش يا...... من تسمون أنفسكم معارضة اتعظوا.. اتعظوا.. واعلموا أن الاتحاد قادم شاء من شاء وأبى من أبى.