18 سبتمبر 2025

تسجيل

بايدن

26 مايو 2011

إسرائيل تستعد والعالم يترقب وأمريكا تساند والعرب ينتظرون، وما تريده تل أبيب ستفعله وما تهدف إليه ستصله طوعاً وكرهاً عن (خشومنا) جميعاً، أما الضحية فليست إيران وحدها بل المنطقة بأسرها.. ففي التصريحات الأخيرة لنائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) أكد الرجل على (مثالية) دولته في عدم التدخل بالشؤون الداخلية (لدولة) إسرائيل لأنها ذات سيادة وخصوصية، مما لا يسمح لواشنطن بأن تملي عليها ما تفعله وما لا تفعله، وإذا أرادت أن تهاجم إيران فرغم العواقب غير المتوقعة فإن ذلك الهجوم يبدو معقولاً أمام التجبر النووي لطهران، واستعراض الأخيرة لعضلاتها في قدرتها على مباغتة إسرائيل وضربها برؤوس نووية تحرق الأخضر واليابس!!.. يا سبحان الله.. فبعد أن كان العجوز تشيني نائب بوش الصغير يخرج لنا بتصريحات مخبولة وخرج في آخر عهده على كرسي متحرك، يظهر لنا بايدن نائب أوباما في حكم المملكة الأمريكية القابلة للتوسع أكثر فأكثر، ويرمي علينا بكلام متخبط متناقض كما هي عادة السياسة الأمريكية، فأين كانت هذه السياسة حينما خاضت القوات الأمريكية الغادرة حروب الخليج وغزت العراق وشردت شعبه واحتلت أرضه واغتصبت فتياته وسجنت شبابه وسجنت رجاله وأدمت قلوب الشيوخ وأطفاله؟!..اين كانت هذه المثالية الكاذبة حينما ساعدت إسرائيل ولا تزال في غزو غزة وارتكاب أبشع المجازر في حق الأطفال والشيوخ والنساء والرجال؟!..أين كان كلام بايدن المخبول حينما أيدت إسرائيل في قنص أطفال غزة وكأنهم دمى في ملاه أمريكية؟!!..أين كانت خصوصية غزة التي من المفروض أنها مستقلة في الحكم حينما كانت الدبابات الإسرائيلية تسحق جماجم الفلسطينيين وكأنها بذور تغرس في عمق الأرض غصباً؟!!..أين سيادة غزة والحصار الإسرائيلي منذ عام 2007 وحتى الآن تحت سمع وبصر واشنطن والعالم والمؤسسات والهيئات الدولية ولم يحرك أحد ساكناً أو يخرج لنا بايدن اليوم ليقول دعوا غزة لحكومتها ولا يجب أن يتدخل باراك ونتنياهو وليبرمان بشؤونها الداخلية؟!!..أين كنت يا بايدن المجنون حينما تدخلت قواتك في عمق الأرض الأفغانية وانتزعت الكرامة العراقية وتراود شرف الأرض السورية وتتحرش بكل قلة أدب بالسيادة الإيرانية؟!..ثم ماهي قصة التسلح النووي في المنطقة؟ لماذا يثار غباره المتطاير في العالم العربي والإسلامي وتجيشون له الجيوش، بينما جباله الظاهرة تتزايد في المصانع الإسرائيلية نفسها؟!.. لماذا تتصيدون لسوريا وقبلها العراق والآن إيران بينما العالم بأسره يعلم بأن إسرائيل تمتلك إرهاصات خطيرة لتسلح نووي قاتل في قلب الوطن العربي الكبير؟!!.. فلماذا يكون تسلحها حلالاً ولدينا هو الحرام بعينه الذي يقام عليه الحد الأمريكي؟!.. ألا نستحق نحن أن يكون لدينا قوة نووية ندافع بها عن أنفسنا لاسيما وان الأعداء تتكالب علينا كما يتكالب الذباب على اللحم المكشوف؟!!.. ومع كل هذه (البجاحة) الأمريكية يؤكد بايدن على الخيار العسكري المفتوح الأمريكي ضد إيران فيما لو غيرت إسرائيل تفكيرها المتوجه نحو ضرب طهران وباقي المدن الإيرانية يعني مضروبة مضروبة لا مفر!!. يا الله هل سيستمر الحال بهذا الحال الموجع؟!!..هل سنظل صفاً عربياً يجتمع في قتل وقتال أفراده وأشباه صفوف حينما تتطلب مصائب هذه الأمة وحدة عربية متوحدة؟!.. يا الله متى ستفنى أمريكا إن كان الفناء هو الحل الوحيد الذي أصبحنا نتمناه لها؟!!.. يا الله إن كانت إسرائيل عدواً فلماذا لا يعاديها العرب والمسلمون، وإن كنا إخوة فلماذا نقتل ونكيد لبعض؟!!..يا الله خلقت قابيل وهابيل فقتل الأول الآخر وأخذ من الغراب درساً في فن الاستفادة من الرمال بدفنه أخيه، فلماذا استفاد الإسرائيليون والأمريكيون منها فدفنوا أجسادنا تحتها بينما دفنا نحن رؤوسنا فيها ولم يفز من كل هذه القصة سوى الغراب؟!!... تباً هل يبدو علي التشاؤم؟!... ابتسمي يا فتاة!. فاصلة اخيرة: طول أعوام الخصام لم نكن نشكو الخصام لم نكن نعرف طعم الفقد لم يكن يضطرب الأمن من الخوف، ولا يمشي إلى الخلف الأمام. كل شيء كان كالساعة يجري... بانتظام هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام. وهنا جيش نظام جاهز للانتقام. من هنا نسمع إطلاق رصاص.. من هنا نسمع إطلاق كلام.. وعلى اللحنين كنا كل عام نولم الزاد على روح شهيد وننام. وعلى غير انتظار زُوجت صاعقة الصلح بزلزال الوئام! فاستنرنا بالظلام واغتسلنا بالسُخام واحتمينا بالحِمام! وغدونا بعد أن كنا شهودا، موضعاً للاتهام وغدا جيش العدا يطرحنا أرضاً لكي يذبحنا جيش النظام! أقبلي، ثانية، أيتها الحرب.. لنحيا في سلام! أحمد مطر