17 سبتمبر 2025
تسجيلفي إحدى حلقات البرنامج التلفزيوني المباشر "لكم القرار" تمت فيه استضافة الدكتور إبراهيم الإبراهيم المستشار الاقتصادي بالديوان الأميري ونائب رئيس مجلس إدارة شركة راس غاز وتم التطرق فيها لأهم مشروعات ومخططات قطر في إنتاج أو بيع أو تزويد بعض الدول بالغاز، وفي الحقيقة لم أكن مشاهداً لتلك الحلقة ولكني قرأت أهم ما ورد فيها عبر بعض الـ"مانشيتات" أو العناوين الصحافية المشوّقة كعادة الصحافة حينما تريد أن تسلّط الضوء على أمر دون آخر، وقرأت في تلك التغطية لهذه الحلقة أن الدكتور الإبراهيم قام بالرد على سؤال من أحد الحضور حول خطط لتصدير الغاز القطري لإسرائيل وقال: الأمر غير حقيقي وتساءل من أين أطلقت هذه الإشاعة!! إن مجرد بحث بسيط يجريه أي منا عبر محرك البحث الشهير Google فيكتب بنفسه باحثاً هذه العبارة " الغاز القطري لإسرائيل " كبحث متقدم وليس كبحث عادي، بمعنى أنه يجب أن نحدد مجالات البحث أمام السيد Google كي لا يتعب كثيراً في البحث عن مرادنا الذي نبحث عنه، لأنك عندما تكتبها دون تحديد لها كجملة واحدة فإنك قد تجد أن البحث ضخم جداً لأنه سيبحث عن كلمة "قطر" وكلمة "الغاز" وكلمة "إسرائيل" وما أكثرها من مواقع بل وصفحات تجد فيها أن تلك الكلمات مذكورة هنا أو هناك، وبالطبع سنكون سعيدين عند تكرار الكلمة الأولى "قطر" لأنها اسم وطننا الغالي الذي نحبه ونهتم لأجله ونسعى جميعاً من أجل نهضته وعلو مقامه بين الأمم، ولكننا ودون أدنى شك سنجد أنفسنا في المقابل مكتئبين منزعجين متضايقين جداً من تكرار الكلمة الأخيرة سيئة الذكر – فلا داعي لتكرارها هنا كذلك - تلك الدولة التي استباحت أرض ودم وعرض إخوتنا في فلسطين ولا تزال مخططاتها تتضح في الدول المحيطة شيئاً فشيئاً. أعود لأقول بأننا وببحث يسير بسيط وأكثر تحديداً وتقريباً وتسهيلاً علىGoogle نجد أننا أمام نتيجة قدرها 269 ألف صفحة فقط تتحدث عن موضوع " الغاز القطري لإسرائيل "!! وبعد هذه النتيجة القاسية المؤلمة من البحث نجد أنفسنا أمام مقولة " لا نعرف مصدر تلك الإشاعة ". إن أقل ما يقال للإجابة على هذا الاستغراب هو هذه النتيجة من البحث البسيط السريع الذي لا يستغرق عشرين ثانية من الوقت، فكيف إذا أضفنا إلى ذلك تلك الخلفية السابقة عن المكتب التجاري الإسرائيلي في قطر والذي أغلقته قطر – في خطوة مباركة - بعد عدوان الكيان الصهيوني على أهلنا في غزة، خاصة أننا لم نكن على علم بتفاصيل متى وكيف ولماذا تم افتتاح هذا المكتب، خاصة كذلك أننا على علم مسبق بأن قطر قد اتفقت مؤخراً على تزويد الأردن بالغاز القطري وهو الأمر الجيد في حد ذاته، ولكن الأمر غير الجيد هو: ما هي تلك الضمانات التي تحول دون وصول ذلك الغاز القطري – هبة الله - إلى " شعب الله " المختار كما يزعمون بذلك كاذبين، علماً بأن الأردن لا تزال في معاهدة سلام مع أدعياء السلام في العالم، الذين يقتلون ويسفكون الدماء في كل أنحاء العالم، وما حوادث الاغتيالات والتصفية الجسدية التي يرتكبها الموساد الإسرائيلي بين الحين والآخر إلا دليل على حبّهم ورغبتهم الشديدة في العيش بسلام!! إننا لا نؤكد تلك النتيجة بل ولا نريد لدولتنا الحبيبة أن تكون ضمن نطاق بحث لا ينبغي أن يزجّ اسمها فيه، فكيف إذا كان على أرض الواقع، الأمر الذي نستنكره ونناهضه جميعاً ونربأ بقطر أن تكون ضمن هذا النطاق من البحث أو مجرد الذكر بسوء ضمن هذا الموضوع، فكم هم مؤلم جداً عندما نرى دولة عربية كبرى كمصر تمد الغاز الطبيعي لإسرائيل في عهد الطاغية حسني مبارك في الوقت الذي يمنع فيه الغذاء والدواء عن إخواننا في فلسطين، وأكاد أجزم بأنها دعوات النساء والشيوخ والأطفال تكالبت عليه وانهالت عليه في الوقت الذي ظن فيه مبارك أن إسرائيل ستنصره من دون الله، ولكنه خاب وخسر فانهالت عليه دعوات المظلومين في مصر وفي فلسطين فكان الله خير منتقم، فأخذه أخذ عزيز مقتدر، وها نحن نرى فيه عجائب قدرة الخالق عز وجل عندما عصى الله فوق أرضه وتحت سمائه فاستبدل حكم الله بحكم الطاغوت ومعاهدات السلام. أعرف بأن ما ذكرته قد يُزعج البعض وقد يُفرح البعض ممن يكرهون قطر، ولكنني أريد أن أشير إلى خطورة أن نرتبط من قريب أو من بعيد بهذا الكيان الصهيوني حتى وإن كان ذلك عبر المواقع الإلكترونية أو المنتديات ونحوها والتي قد تحمل في مجملها حقداً أو كرهاً لقطر. إن أي محب لقطر لا يقبل بأن يكون هذا البحث عن اسم دولتنا الحبيبة مشتملاً على مكدّرات ومنغصات قد يكون من ضمنها " مجرد إشاعة " مثل هذه الإشاعة على حد تعبير الدكتور الإبراهيم فكيف إذا كانت واقعاً فكم سيكون عدد تلك الصفحات عندئذ، ونحن على يقين بأن هناك قيادة تدرك أن الكيان الصهيوني ما هو إلا كيان غاصب متغطرس لا ينبغي لنا أن نمد إليه يد التعاون في أي مجال من المجالات، وأن نتحد معاً كدول عربية وإسلامية مجتمعة ضد أي مخططات لتفكيك وحدتنا الخليجية أو العربية أو الإسلامية بل وضد ديننا الذي هو عصمة أمرنا.. فنكون من الشاكرين لنعمة الله علينا وننعم بالأمن والأمان والسلامة والإسلام.. حتى نلقى الله على ذلك.. والله من وراء القصد.