15 سبتمبر 2025
تسجيلازداد الضغط الذي نواجهه جراء التقارير اليومية والتصريحات الإعلامية المتلاحقة عن الفيروس التاجي (المعروف أيضًا باسم Covid-19) بواسطة النشرات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي والمنظمات الصحية والحديث العام. وأصبحت أدمغتنا تستوعب كمية هائلة من المعلومات والإحصاءات. فضلا عن أنه تم بناء قناعات جديدة لدينا فيما يتعلق بالتجمعات والمواجيب والعطلات والعمل من المنزل ، والتحقق من الشائعات ، وما الذي نقوله لأطفالنا وما إلى ذلك. نخشى باستمرار أي تطور في أعداد المصابين أو الوفيات، هذه المتابعة تسبب شعور القلق والخوف. حتى وعندما نضع رؤوسنا على المخدة فإننا نحدث النفس بتلك المخاوف مما يعني أننا بحاجة إلى دعم خارجي كي نطمئن. تختلف ردة فعل الأفراد تجاه الأحداث العالمية. منها السلبي الذي يعلن احتمالية الموت بأي ساعة وضرورة إجلاء الأجانب ، وعلى عكسها أيضا من الناس من يكون همه التطمين والتهدئة واحتواء الجميع في دوحة الجميع. يعجبني الأشخاص الذين يطرحون دعابة بين الفترة والأخرى، أو النكت أو الصور بينما أتعجب من الذين يقومون بتخزين الطعام ومعقم اليدين والصابون، بل وأحيانا تصل الأمور إلى المشاجرة اليدوية في سبيل تأمين ذلك. ترفع بعض الشركات والمحلات أسعار بضاعتها ، ونرى البعض ممن ينخرط في الأعمال التطوعية في الصفوف الأولى أو الصفوف المساندة ضد كورونا. لا يعجبني نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة والكاذبة لأنها تسبب الذعر في النفوس أو التخمة العقلية ، وتعمل على خمول الشخص وترتفع لديه مستويات القلق وتقل عنده درجات الإيمان واليقين. كالتجار الذين يقلقون على مصالحهم التجارية في ضوء الحظر الجزئي في الدول والاستغناء عن بعض البضائع غير الضرورية فضلا عن الأشخاص الذين يعانون من إعاقات مختلفة فإنه يجب الاهتمام بهم في هذه الأزمة وعدم تجاهلهم لأنهم يحتاجون رعاية خاصة مكثفة، كما أن القائمين على رعايتهم يحتاجون الكثير من الإرشاد والدعم النفسي لتجنب الإحباط والاكتئاب. إذن ما الذي يمكن فعله للتخفيف من التأثير العاطفي؟ 1) التذكير المستمر أننا نعمل بشكل جماعي متعاونين نشد أزر بعضنا البعض؛ فالفرد لا يعيش وحيدا في هذا البلد. 2) كن عامل بناء لا هدم ، فالتركيز على بث روح الإيجابية والتفاؤل والأخبار الجميلة يسهم في تعزيز الجبهة الداخلية وتكاتف المواطنين والمقيمين بالدولة. 3) اشغل وقتك بأشياء مفيدة وصحية مثل قراءة كتاب خفيف الظل أو مشاهدة فيلم مضحك ، أو الذهاب في نزهة في الهواء الطلق أو تعلم لغة أو مهارة جديدة. 4) احصل على معلوماتك من المصادر الرسمية الموثوقة. ولا تعرض نفسك لشائعات الدرامات والهستيريا. 5) بدلاً من أن يكون همك الرئيسي آخر مستجدات المحطات وآخر تطورات التطبيقات الإلكترونية خذ لك فترات تشبه أيام ما قبل وسائل الإعلام الاجتماعية الحديثة ، استمع فقط إلى أخبار الصباح أو المساء ، وبس !!! 6) انتبه لتفكيرك وكلامك: لا ينجرف نحو القلق. 7) اتبع الإرشادات. استخدم طرق غسل اليدين ، وتجنب لمس وجهك ، واعطس في الكوع ، وكح في محارم الورق ثم تخلص منها. تجنب المعانقة والمصافحة فالإيماءة تكفي. ابق في المنزل واتصل بطبيبك عند الحاجة ولا تذهب للطبيب إذا كنت تعاني من أعراض الأنفلونزا أو الجهاز التنفسي. 8) تجنب التجمعات، وغير الروتين الاجتماعي القبلي أو العائلي في الزورات الأسبوعية أو الديوانيات اليومية. ابحث عن الهواء النقي والراحة الكافية واعتن بجهاز المناعة لديك. 9) الاستعداد. بدلًا من أن تكون صدمة ، إذا كنت بحاجة إلى عزل نفسك ، قم ببعض الاستعدادات في حالة الضرورة. من يمكنه توصيل الطعام أو الإمدادات اللازمة؟ ما هي ترتيبات العمل التي يمكنك القيام بها؟ كيف يمكنك أن تبقي نفسك مشغولاً ولديك روتين؟ فكر في كيفية الحفاظ على الاتصال باستخدام Skype والبرامج المشابهة. 10) يجب أن نكون حذرين في كيفية التحدث أمام الأطفال وكبار السن. يمكننا أن نكون قدوة إيجابية في الطريقة التي نشير بها إلى Covid-19 . 12) هناك حاجة كبيرة إلى التعاطف مع المصابين ، وحاجة كبيرة إلى دعم وتشجيع أولئك الذين يعملون في الخطوط الأمامية( الطاقم الصحي والعسكري والدفاع المدني والمتطوعون). فالأطباء والفرق الصحية يحتاجون إلى تدريب على إدارة الإجهاد للتخفيف من الاحتراق النفسي أو الإجهاد البدني. كما أنهم بحاجة إلى استراحات كافية ودعم اجتماعي ونفسي . نرفع لهم العقال . وأخيرا: اللهم ارفع البلاء عن بلدنا هذا وسائر بلاد المسلمين والعالم أجمعين. [email protected]