18 سبتمبر 2025
تسجيلمن الأمور المؤسفة والمتفشية في مجتمعنا وتتزايد مع الأيام واعتبرها مرضا وآفة تفتك بأي مجتمع تسقط فيه وهي آفة الإعراض عن العلم، والاكتفاء بالقليل والاغترار بما لديك من علم، والتكبر على العلم وأهله، والتحدث عن العلم بأنه مضيعة للوقت وضياع للجهد، والتقليل من أهميته بأي شكل من الأشكال ولازلت لا أعرف السبب لهذا الإعراض وعدم الاهتمام مع اننا شعب متطور ومتعلم وهذا الأمر يجب ان يجعل من الناس مقبلين على العلم والاستزادة غير مدبرين ومكتفين، فيقال عن العلم " كلما ازدت علما، ازدت علما بجهلي " وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان ان الشخص كلما تعلم علم بجهله، وكلما تعمق في العلم علم ان لديه الكثير ليتعلمه. فليس هناك أي سبب مقنع أو عذر قطعي لهذا الإعراض، لكن هناك أسبابا خفية لا يعترف بها الكثير، منها الكسل وللأسف نرى هذا الشخص يطلب مناصب او مكانة لكنه لا يبذل الأسباب لهذا الأمر، والأمر الثاني هو الخوف من العلم والتخفي خلف حجة الجهل، فالكثير منا في داخله يحاول أن يتهرب من العلم والتعلم لكي لا يكون هذا العلم حجة عليه ويكتفي بما يعرف فقد نجد أحدهم يجهل أحكام الصلاة وهذا أمر خطير ويكتفي بالقليل الذي تعلمه من رؤية الآخرين في المساجد وهو في قرارة نفسه لا يريد أن يتعلم الأحكام لكي لا يزيد عليه الحمل. ومن الأسباب أيضا حياة البذخ التي يعيشها الكثير فهو اعتاد على أن ينال بدون تعب، فيقول لماذا اجهد نفسي بالعلم، وللأسف هؤلاء فئة مادية، تفكيرها محدود جدا ولا تقوم الأمم ولا المجتمعات بمثل هؤلاء. لم ولن يكون العلم مضيعة للوقت ولا الجهد، وكل من يقول هذا هو جاهل، فالعلم هو رفعة وسمو، وبالعلم تبنى الأمم والمجتمعات، ولن تبلغ أمة العلا بدون علم، وبمقدار علم المجتمع تعرف قيمته، فانظر إلى أسباب الحروب الأهلية والفقر والمجاعات وغيرها من الأمور سترى من أسبابها الجهل. ولا يكن همك في العلم فقط المكتسبات المادية، بل يجب أن تتعلم لكي تعمل بهذا العلم، لكي تكون شخصا ذا قيمة وصاحب كلمة ودعوة ونشاطا وصاحب أثر في المجتمع، يجب أن تتعلم لكي تقضي على جهلك، يجب أن تتعلم لكي ترضي نفسك، والله انه بكل كتاب اقرأه أو علم اتعلمه يدخل في نفسي رضا وسعادة لا يعلمها إلا من جربها. وتأكد ان الفرص موجودة ومتاحة أمامك وانك بجهلك ستحاسب لعدم سعيك، خاصة في الأمور الأساسية من حياتك في دينك ومعاملاتك، فلن تعذر بتقصيرك في صلاتك لعدم علمك فالفرصة أمامك لكن أنت من تهملها فلا تلم الزمن ولا عدم القدرة لكن لم نفسك فأنت المتسبب بهذا التقصير.