11 سبتمبر 2025

تسجيل

مصر تواصل الثورة

26 أبريل 2016

فشل الجنرالات في مصر بإخضاع الشعب بعد ما يقرب من 3 أعوام من الانقلاب العسكري الأسود الذي أطاح بأول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية حرة، وأبى قطاع لا بأس به من الشعب إلا أن يقول كلمته الرافضة لحكم العسكر الذي يجثم فوق صدور المصريين، وخرج عدد كبير من المعارضين للانقلاب في مسيرات احتجاجية في القاهرة والمحافظات المصرية استجابة لكل دعوات القوى السياسية والثورية المعارضة للانقلاب وزعيمه عبد الفتاح السيسي.خروج هذه الأعداد الكبيرة من المتظاهرين تم رغم حشد قوات جنرالات الانقلاب لأعداد كبيرة من قوات الأمن في الميادين ورفدهم بآلاف البلطجية واحتلال الشوارع والميادين واستخدام طلقات الخرطوش والغاز المسيل للدموع ضد أي تجمع للمتظاهرين، واللجوء إلى حملة اعتقالات عنيفة وتعسفية طالت مئات الأشخاص والزج بهم في السجون التي تحولت إلى معتقلات رهيبة. ووصل الأمر بقادة الانقلاب إلى استخدام الطائرات الحربية لترهيب المتظاهرين، خاصة في سماء محافظة الجيزة.المتظاهرون في محافظات الجيزة والإسكندرية والقليوبية والمنوفية والشرقية وكفر الشيخ، سحبوا البساط من تحت أقدام الانقلابيين، واستبقوا الوقت المحدد لبدء التظاهرات، فما كان من قوات الأمن إلا أن استخدمت الغازات المسيلة للدموع بكثافة من أجل تفريق المعارضين للانقلابيين الذي صادروا قرار المصريين في تقرير من يحكمهم.من 25 يناير إلى 25 أبريل تتجدد الثورة ويعلن المصريون رفضهم الخضوع لنظام ألغى إرادتهم الحرة وحول البلد إلى عزبة للجنرالات يتحكمون باقتصادها ومقدراتها وثرواتها ويعلنون أنفسهم سادة للشعب، كما قال أحدهم أمام الضباط والعساكر في الشارع: "نحن أسيادهم".لا شك أن الأعداد التي تتحرك في الشوارع والميادين ليست كبيرة جدا بما يكفي للإطاحة بالنظام العسكري الحاكم، نتيجة الإجراءات القمعية العنيفة ونزوع عدد كبير من المصريين إلى الركون وعدم التحرك وهم الذين يطلق عليهم "حزب الكنبة"، لكن الملاحظ أن الأعداد تزداد بشكل كبير ومضطرد، نتيجة فشل السيسي وجنرالاته في إدارة كل الملفات وعدم قدرتهم على تحسين حياة المصريين، والانهيار الاقتصادي المريع، ووصل سعر الدولار إلى 12 جنيها، وفقدان المصريين أكثر من 40% من رواتبهم بسبب انخفاض العملة، وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، وتراجع مداخيل قناة السويس وتكبد الدولة خسارة تزيد عن 8 مليارات جنيه على الأقل بسبب التفريعة الجديدة التي سحبت السيولة من السوق، وتعثر كل المشاريع الوهمية التي أعلن عنها نظام السيسي الانقلابي، والتي يصفها المصريون بالـ"فناكيش".لم يجلب هذا النظام الانقلابي بزعامة السيسي خلال سنوات استيلائه على السلطة للمصريين إلا الغلاء والبلاء والبطالة والفقر وانهيار السياحة، رغم "الرز" الذي انهال عليه، وربما تكون المصيبة الأكبر هي ما ينتظر النيل بعد الانتهاء من بناء سد النهضة الإثيوبي خلال أشهر قليلة.الشعب في مصر ينحاز إلى نفسه، بعيدا عن ألاعيب الانقلاب وأكاذيب أجهزته الإعلامية وعنف أجهزته الأمنية وقضائه الفاسد الذي يحكم على المئات بالإعدام. ولا يمكن خداع الشعب المصري كل الوقت، ولا يمكن إقناع جائع بمشاريع وهمية، ولا عاطل بالازدهار والتطور وهو لا يجد عملا، ولا يمكن إقناع أمٍّ لا تجد مأوى لأطفالها، أو مشرد أو ساكن في عشوائية بأن الأمور "10 على 10" وهو لا يجد سقفا يظله.. لا يمكن إقناع هؤلاء حتى لو كانوا من حزب الكنبة، باستمرار الوضع المتردي الذي يفرضه الانقلاب، ولهذا تستمر الثورة ويستمر الشعب المصري بالحركة، وتتسع حركة الرفض، من أجل غد أفضل بعيدا عن الدكتاتورية وحكم العسكر.