18 سبتمبر 2025

تسجيل

حسن التربية

26 أبريل 2015

ظننت أنني سأنتهي من سلسلة المقالات التي تهتم بالأسرة والطفل على الأقل لعدة أسابيع، ولكن الصدى الإيجابي والإتصالات والإيميلات التي وصلتني الأسبوع الماضي بعد كتابة مقال الطفل ، والأسئلة الحرجة ومطالبتهم بضرورة الكتابة بنفس النمط من تبسيط المعلومة التي تؤخذ من مصادر وكتب متخصصة في هذا المجال حتى تكون الفائدة مركزة ومحددة.والحقيقة لقد أردت أن أتحدث عن العناصر التي تساهم في حسن التنشئة وأن تكون التربية صحيحة وسليمة ؛ وفي هذا قرأت مؤخراً عدة نقاط أراها ذات فائدة منها :1- القدوة الحسنة فإنها الأقوى تأثيرًا بحيث يرى الطفل والديه صادقين محسنين ملتزمين بأركان الإسلام وبآدابه.2- متابعة الجهد التعليمي المنهجي مع الحرص على تحفيظ ما تيسر له من كتاب الله القرآن الكريم.3- تنشئة الأبناء على حب الأنبياء والصالحين والتحلي بمكارم الأخلاق ، وذلك بالأسلوب القصصي المناسب لعمر الطفل ، من خلال اختيار سليم لمجموعة قصص الأنبياء والصالحين.4- إشعار الأبناء بالحب والإحترام والثقة ، مع الحذر من (الدلع) الزائد الذي قد يفقد الولد المبادرة والشجاعة في المستقبل.5- التحلي بالصبر والرفق .. فإن الرسول - صلَّى الله عليه وسلم- كان يأمر بالرفق في كل الأمور، ففي صحيح البخاري من حديث عائشة - رضي الله عنها- أن النبي- صلَّى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله...". 6- الحذر من التشهير عند النصح.. ففي القرآن الكريم نجد نبي الله يعقوب - عليه السلام - ينصح إبنه يوسف وحده ، ويخاطبه "خطاب تودد" ويقول له: {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }يوسف5.7- الإلتزام بتقوى الله و كثرة الدعاء بالخير للأبناء ، وليس بالشر عليهم ، وخاصة أن دعاء الأبوين مستجاب.وغير تلك النقاط هناك نقطة هامة وأعني بها بناء وتنمية الذكاء الوجداني، ويكون ذلك بإشباع حاجات الطفل الطبيعية من الأمن والإستقرار لتحقيق السكينة النفسية والإجتماعية ، فقد أثبتت الدراسات النفسية أن الشخص الذي يعيش حرماناً عاطفياً في طفولتهِ يصعب عليه محبة الآخرين أو تقبُّل محبتهم له ، لذلك يجب وضع الطفل منذ اليوم الأول من ولادتهِ موضع حب للأسرة بكاملها وذلك عند طريق عدة وسائل وتصرفات مثل :-- القبلة والرأفة والرحمة بالطفل. - المداعبة والممازحة واللعب مع الطفل.- عدم توبيخ الطفل أمام أقرانه وأصدقائه.- مسح رأس الطفل.- حسن إستقبال الطفل بالعناق والوجه البشوش - حسن الإستماع للطفل.وأخيراً أن الأولاد هم الإمتداد الطبيعي للأسرة ، فحسن تربيتهم وتعليمهم ذُخرٌ لآبائهم ومجتمعهم ووطنهم ، ومما ينفع الإنسان بعد موته ؛ "ولد صالح يدعو له"، لذلك فإنه من الإهمال في تربيتهم والإعتماد على الفطرة فقط في ذلك بل يجب الأخذ بخبرات أهالينا الأكبر سناً والمتخصصين في التربية حتى نصل بهم ومعهم الى بر الأمان وسلامتكم .