13 سبتمبر 2025

تسجيل

معارضات في الأدب العربي

26 أبريل 2014

* نواصل الحديث عن الشعراء الذين عارضوا المقصورة الدريدية في أشعارهم، ومن هؤلاء الشاعر محمود سامي البارودي المولود سنة (1839 ميلادية)، حيث قال في مقصورته:هَجَرَتْ ظَلُومُ وهَجْرُها صِلَةُ الأَسَىفمتىَ تَجودُ على المُتَيَّمِ باللُّقَى؟جَزِعَتْ لراعيةِ المَشيبِ وما دَرَتْأَنَّ المَشيبَ لَهيبُ نيرانِ الجَوَىوَلَوَتْ بِوَعدِكَ بعد طُولِ ضَمانِهِومن الوُعودِ خِلاَبَةٌ ما تُقْتَضَىليتَ الشَّبابَ لنا يَعودُ بِطيبِهِومن السَّفاهِ طِلابُ عُمرٍ قد مَضَىوالشَّيبُ أَكْملُ صاحِبٍ لو أَنَّهُيَبقَى ولكن لا سبيلَ إلى البَقَاوالدَّهرُ مَدْرَجَةُ الخُطوبِ فمن يَعِشْيَهْرَمْ ومن يَهْرَمْ يَعِثْ فيهِ البِلَىفاذْهَبْ بِنَفْسِكَ عن مُتابَعَةِ الصِّبَاوارجع لِحلمِكَ فالأُمورُ إلى انْتِهَااليومَ آنَ لسابقٍ أَنْ يَحْتَذيطَلْقَ الرِّهانِ وَمُغْمَدٍ أَنْ يُنْتَفَىولقد عَلَوتُ سَراةَ أَدْهَمَ لو جَرَىفي شأوِهِ بَرْقٌ تَعَثَّرَ أَوْ كَبَايَجري على عَجَلٍ فلا يَشكُو الوَجَىمَدَّ النهارِ ولا يَمَلُّ من السُّرَىرَيَّانُ مِلْءَ ضُلُوعِهِ لكنَّهُيَشكُو بزفرتِهِ لهيباً في الحَشَامازالَ يَنْهَجُ في المَسيرِ طَرائقاًتَدَعُ الجِيادَ مُقَيَّداتٍ بالوَجَىحتى وَصَلْتُ إلى جَنابٍ أَفْيَحٍزاهي النباتِ بَعيدِ أَعماقِ الثَّرَىتَسْتَنُّ فيهِ العَينُ بَينَ مَنَابِتٍطابَتْ مغارِسُها وَجَنَّاتٍ رِوَافَتُرابُهُ نَفَسُ العَبيرِ وَنَبْتُهُسَرَقُ الحَريرِ وماؤُهُ فَلَقُ الضُّحَىفإذا شَمِمْتَ وجَدْتَ أَطْيبَ نَفْحةٍوإذا الْتَفَتَّ رأَيتَ أَحْسَنَ ما يُرَىوالقُطْنُ بينَ مُلَوِّزٍ وَمُنَوِّرٍكالغادَةِ ازدانَتْ بأَنواعِ الحُلَىدَبَّتْ بِهِ رُوحُ الحياةِ فَلَوْ وَهَتْعنهُ القُيودُ من الجَداوِلِ قد مَشَىفَأُصُولُهُ الدَّكناءُ تَسْبَحُ في الثَّرَىوفُروعُهُ الخَضراءُ تَلْعَبُ في الهَوَا * ومعنا قصيدة الشاعر محيي الدين بن عبدالظاهر الذي عارض مقصورة ابن دريد في قصيدته التي مدح بها الملك الناصر قلاوون بعد أن فتح حصن المرقب وانتزعه من أيدي الصليبيين، حيث قال محيي الدين في مقصورته:يا شاهِراً سيفَ انتصارٍ قد حَكَىطُرَّةَ صبحٍ تحتَ أَذيالِ الدُّجَىومُشعلاً نيرانه في كَفرهممثل اشتعالِ النارِ في جَزلِ الغَضَا * وهناك مقصورة لابن جابر الأندلسي ومطلعها:بادَرَ قلبي للهَوَى وما ارتَأَىلما رأَى من حُسنها ما قد رَأَىوسلامتكم...