17 أكتوبر 2025

تسجيل

انتخابات العسكر و5 يونيو

26 أبريل 2014

للعسكر ومصر وشعبها مواعيد حاسمة مع التاريخ وتطوراته، فالانتخابات الشكلية القادمة التي ستجري بطعم الدم قد حسمت نتيجتها قبل أن تبدأ! رغم محاولة المرشح (الناصري) حمدين صباحي معاكسة منطق الأمور الجارية وإصراره على التطلع لكرسي رئاسي لن يسمح له أبداً بالخروج من قبضة العسكر رغم المتغيرات الهائلة التي أحدثتها ثورة 25 يناير 2011 والتي سرعان ما تمكنت قوى الثورة المضادة من احتوائها واستيعابها وتمكن (أهل الفن) في المؤسسة العسكرية من تحوير السيناريوهات وإدارة دفة الإخراج ووفقا لصيغة (الجمهور عاوز كده)! لصالح أهل العسكر من جديد!! في واحدة من أكبر وأغرب مفارقات التاريخ المصري الحديث!، الفوز بكرسي قصر عابدين والقبة والطاهرة وغيرها محسوم بالكامل لصالح المشير السيسي مهما حاول البعض من أهل (الهمبكة) رسم صورة صراع انتخابي ساخنة ليس لها وجود إلا في الخيال! والسيد صباحي ليس سوى ديكور ضروري لاستكمال خلفيات العرض المسرحي، ولكن ما أثار انتباهي حقيقة هو الموعد الذي حددته اللجنة الانتخابية بشأن تاريخ إعلان نتيجة الجولة الأولى وطبعا الوحيدة من الانتخابات!! فالتاريخ هو 5 يونيو! وهذا التاريخ له دلالته ورمزيته في تاريخ مصر المعاصر!!، فهو التاريخ الفعلي لنهاية حقبة وهيمنة نظام انقلاب 23 يوليو!! وهو التاريخ الأسود الذي حدد في عام 1967 نهاية حقبة الخداع وسقطت فيه أصنام الهزيمة وتقاتل بعده الرفاق من العسكريين الذين نحروا بعضهم بعضا!! وهو التاريخ الذي تم فيه تدمير الجيش المصري وسلاح الطيران خصوصا واحتلت فيه إسرائيل كامل سيناء وكامل الجولان والمتبقي من فلسطين!.. إنه يا سادة يا كرام تاريخ الهزيمة الكاملة وقد اختير ليكون تاريخا لإعلان نتيجة فوز العسكر من جديد برئاسة عرش مصر وقيادتها نحو حقبة كارثية جديدة! ولكن وفقا لمواصفات ووصفة الخداع الديمقراطي الكاملة الشبيه (بعرس الذئاب)!، الحاضر المصري للأسف لا يختلف عن الماضي القريب، فالأجواء العامة التي سبقت الهزيمة العسكرية/ الحضارية وقتذاك متشابهة تقريبا مع الأجواء السائدة اليوم، من استئصال للأفكار وقتل للطلاب وقمع وحشي متواصل، ففي منتصف ستينيات القرن الماضي ووسط أجواء صراعات داخلية حادة بين أركان النظام (الرئيس والمشير) وجماعة الرئاسة وجماعة المخابرات تمت ملاحقة وقمع القوى الوطنية المصرية، بدءا من اليساريين ووصولا للإخوان المسلمين الذين تعرضوا وفتئذ لمذبحة مروعة عام 1965 توجت بإعدام المرحوم المفكر سيد قطب عام 1966 وما رافقها من حملة مطاردات كبرى في وقت كانت فيه نخبة الجيش المصري متورطة في حرب اليمن، فحدثت هزيمة الخامس من يونيو كتحصيل حاصل وحصيلة حتمية لممارسات القمع الداخلية، واليوم يبدو المشهد المصري متشابها في بعض الوجوه ومعبرا عن حالة سوداوية، فالجيش لن يترك السلطة مهما كانت الضغوط، والانتخابات تحصيل حاصل لمحاولة إقرار وضع شرعي على الانقلاب! والمرشح والمنافس الوحيد السيد حمدين صباحي الذي سيخوض السباق الانتخابي أمام المؤسسة العسكرية هو في النهاية من نفس انتماء وفكر أهل تلك المؤسسة. وبرغم ذلك فإن الفائز سلفا هو المشير السيسي وحده لا شريك له!، وتلك الحقيقة الميدانية ستجعل من نتائج الانتخابات التي ستعلن في الخامس من يونيو المقبل ستكرس حقبة هزيمة جديدة في التاريخ المصري المعاصر.... إنه زمن الهزائم بامتياز....