12 سبتمبر 2025
تسجيلعندما جاءتني رسالة إلكترونية من «بنت النور» حسبت أنها تتهكم علينا نحن السودانيين والمصريين الذين يمثل الفول بالزيت 39% من جيناتنا، فقد نسبت إلى مجلة الشهية (أبيتايت) البريطانية قولها إن تناول طبق فول في الصباح يجعلك سعيداً طوال اليوم، وعلى ذمة بنت النور والمجلة تلك، فإن الفول مصدر أساسي للألياف، ولكن التبن أيضاً كله ألياف، والكوسا أصلا «مليِّفة» ولكن حاشا ان أضعها في فمي، وقد أتفق مع حقيقة أن تناول الفول في الصباح يجعلك سعيداً، لأنه «منّوم» طبيعي، ويا ضربوني في المدرسة عندما وجدوني نائماً في الحصص التي تعقب وجبة الإفطار «بالفول» مباشرة، فجربت تناول الفول على الريق، أي في البيت قبل التوجه إلى المدرسة صباحا، فكانت النتيجة ان عقلي صار مصفحا ضد الرياضيات التي تكون حصصها عادة في بداية اليوم الدراسي. وبداهة فإن النوم يبعد عنك التعاسة، وبالتالي يمكن القول إن الفول يجعلك سعيداً، ثم جاء بحث أجراه فريق طبي أمريكي يتألف من البروفسور إيرنست كريس وولديه، ليقولوا في الفول ما لم يقله قيس في ليلى، وما لم يقله أبو الجعافر في نبيلة عبيد، ومن ذلك أنه يحتوي على فيتامين ليتريل أو «ب 17» ومواد سكرية غير سامة تحمي الجهاز الهضمي ضد السرطانات، وبصراحة فإنني أشك في ما قاله هؤلاء الباحثون على الرغم من أنه ليس من العقل والحكمة الاعتراض على أي كلام يصدر عن جهة أمريكية في هذا المنعطف الحاد من مسيرتنا الظافرة، فإذا كان في الفول «خير» ويوفر الوقاية ضد سرطانات الجهاز الهضمي، فمن باب أولى أن يحمي الجهاز الهضمي من الاضطرابات العادية والحادة، وقد ظل أبو الجعافر – بدون فخر – يتعاطى الفول عمداً منذ المهد، وبالمناسبة فإن «ماء الفول» أي شوربة الفول، أي الماء الناتج عن طبخ الفول فعال في وقف النزلات المعوية – وهو اسم الدلع للإسهال، وعلى الرغم من العلاقة الأزلية بيني والفول إلا أن جهازي الهضمي صار مثل الجامعة العربية، وجوده وعدمه سيان، بل إن وجوده مكلف ومرهق، وقد نصحني أكثر من طبيب بالتوقف عن أكل الفول لأنه «عسير الهضم»، وقرأت من قبل بحثاً لطبيب مصري يقول إن الفول يسبب الفافيزم، ولا أعرف ما هو الفافيزم على وجه التحديد، ولكن طالما أن الكلمة تبدو وكأنها مشتقة من «فيفي» التي قد تكون «عبده»، فمن الخير تفادي الفول نهائياً؛ وتخيل نفسك وقد أكلت طبق فول ثم ظهرت عليك أعراض الفافيزم المشتق من فيفي عبده وأنت في الشارع: ستعتقلك الشرطة، وستخلعك الزوجة أمام القضاء ويخلعك المجتمع لأنك «خليع». ولكنني أرجع وأقول إنه لا كلمة تعلو فوق كلمة الأمريكي، ومن ثم سأفترض أن الفول يوفر الحماية من السرطان وهشاشة العظام وارتفاع الكولسترول، ولدينا في شمال السودان نوع من الفول يسمى «فول الجروف» وهو الذي يُزرع في الأرض التي ينحسر عنها ماء الفيضان، وتكفي عشرون حبة منه لملء بطن شخص من طراز داوود حسين الذي يعتاش من التهكم على السودانيين، بزعم أنهم لا يحسنون التحدث بالعربية، بينما هو – اسم الله عليه- بلبل في لغات العبط ولكن خذوا عني حقيقة مؤكدة عن الفول أثبتها البروفسور السوداني المختص في أمراض الجهاز العصبي والدماغ، مصطفى عبدالله محمد صالح، وهي أن السودانيين والمصريين أقل شعوب الأرض تعرضا لمرض الصرع، واتضح بعد تجارب ودراسات مطولة أن الفول يوفر حصانة من الصرع والشلل الرعاش (باركنسون)، وهناك الآن جهود علمية لإنتاج أقراص من الفول يمكن تعاطيها كنوع من «التطعيم» ضد كوكتيل من أمراض الجهاز العصبي، ولكن لضمان الفائدة عليكم بـ»فول الجروف» المتواجد حصريا في موقع [email protected] بواقع الجرام بنصف دولار- يا بلاش. [email protected]