14 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمن غير السعيد مرة ثالثة!

26 مارس 2015

ما زالت الصور الجارحة للطمأنينة تخرج من قلب اليمن المفجوع وهى تتحدث عن ارتال المقاتلين على ظهور دباباتهم وهم منتشون مع ذهابهم الى ميادين القتال توطئة واستعدادا لكى يقتل هذا اليمنى المدجج بالسلاح يمنيا آخر عازما هو الآخر على قتل أخيه اليمني في الجانب المقابل. وكلاهما مقتول وصائر إلى نيران جهنم لا فرق أيهما كان أسرع في تصويب سلاحه القاتل. نعم، كلاهما في النار جزاءً وفاقا كما أخبر الرسول الكريم. الصور والأخبار الخارجة من قلب اليمن تقول إن ما يحدث في اليمن قد تعدى مرحلة الفوضى ووصل إلى مرحلة الجنون الكامل. شباب في مقتبل الأعمار يتلاعب بهم سدنة الطائفية والقبلية والجهوية يوجهونهم لقتل بعضهم البعض. وينفذ هذا الشباب هذه التوجيهات بحماس وحميمية دون أن يتوقف الواحد منهم برهة قصيرة ليسأل نفسه ما هي الفائدة التي يجنيها هو شخصيا ويجنيها بلده اليمن من قتل نفسه أو قتل أخيه اليمني الآخر بالإضافة إلى تدمير ما تبقى من مرافق الدولة على قلتها في بلده بالأساس. قطعا لن يجد من يسأل هذه الأسئلة جوابا مقنعا. سيكتشف فقط أنه إنسان مخدوع بجهله ومحدودية وعيه. هذا القصور السرمدي في حياة شعوبنا ظلت قوى الظلام في مجتمعاتنا تعتاش منه دهورا ولما يفتح الله على المخدوعين منا ببصيرة ثاقبة بعد. آخر المشاهد السالبة الخارجة من اليمن غير السعيد تقول إنه قد دخل في أتون الحرب الأهلية بالفعل. ولم يعد الحديث يدور حول مهددات تقود إلى حرب أهلية. من المحزن أن اليمن لا تنقصه أدوات التدمير الشامل التي سيقضي بها المتحاربون على أنفسهم وعلى بلدهم في وقت وجيز. تتمثل أدوات التدمير في قبلية عمياء وطائفية منكفئة وسلاح منتشر واستعداد للموت المجانى. لا أريد أن أكون مثاليا فوق العادة، فأطلب من اليمنيين الذين يقتلون أنفسهم قتل الفئران في معارك بلا معترك، أن أطلب منهم أن يعودوا باليمن إلى عهده السعيد الذي حدث عنه التاريخ القديم. ولكني لا أيأس من أن أطلب من حملة وسائل القتل والتقتيل منهم بأن يجعلوا بلدهم اليمن أقل تعاسة مما هو عليه اليوم. إذا تعذر عليهم أن يجعلوه يمنا سعيدا كما كان في سابق عهوده. أكيد أن هذا ليس طلبا مستحيلا.