15 أكتوبر 2025
تسجيلفي قمة الكويت العربية والتي عقدت في ظروف قومية حساسة وحرجة ورافقت ملفاتها إشكاليات وعراقيل عديدة، كان نجم القمة سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي استقطب الأضواء وخاطب العقول وناشد الضمائر، وكان صوتا مدويا للدفاع عن الحق وحاملا لهموم الأمة العربية بعد أن رسم خارطة طريق منطقية لإصلاح الوضع القومي مصنفا المشاكل بإمعان وخبرة الخبير المتفحص والمعايش لكل الملفات الصعبة، لقد كان خطاب سمو الأمير تميم متميزا في دلالاته وحاسما في معانيه ومتألقا في أهدافه وهو أكبر من وصفة إصلاح بل كان بحق دليل عمل قومي شامخ وهو يضع الإصبع على الجرح، ويرسم برشاقة معالم طريق الحل والخلاص والخروج من عنق الزجاجة، وقفة سمو الأمير الشامخة في الكويت كانت وقفة عز وكرامة افتقدها العالم العربي طويلا، وكانت إطلالته بخطابه الراقي ومنطقه الإنساني وتصنيفه وتحليله للمشاكل القومية العويصة إعلانا واضحا عن ولادة قيادة متميزة وأصيلة تشعر بنبض الشعب العربي وتجاهد من أجل تصحيح المسارات الخاطئة، وتعمل بإصرار ودون هوادة على تفعيل العمل القومي وإنهاء حالة الفرقة المؤلمة والشقاق المزعج، وتوفير مستلزمات الصمود الحقيقي والدعوة الفاعلة لشد أزر الشعب العربي الفسطيني من خلال إنهاء الإنقسامات المؤسفة التي وصلت لحد التقاتل، ولعل العرض الكريم لسمو الأمير باستضافة الدوحة لمؤتمر قمة عربي مصغر بهدف إستكمال المصالحة الفلسطينية وتوحيد الجهد الفلسطيني هو بمثابة تحول دراماتيكي لآليات العمل القومي ونقلة نوعية وميدانية لتنفيذ الأفكار والشعارات لبرامج عمل حقيقية تعطي نتائجها بشكل مثمر وميداني وبعيدا عن التمنيات ونقل الإنجازات للواقع وتصحيح المسارات الخاطئة، لقد حدد سمو الأمير بوضوح وتألق وشجاعة طبيعة السياسة القطرية القائمة على أساس المصارحة والمكاشفة والابتعاد عن كل صيغ التكتلات، وتوجهاتها القومية الناصعة التي تحاول العديد من الأطراف تشويهها عبر ادعاءات فارغة واتهامات سقيمة لا تقوى على مقاومة رياح الحقيقة وروح المسؤولية القومية التي يحملها صانع القرار القطري. لقد بزغ من الكويت نجم شاب وأصيل و قيادة عربية شامخة لا تعرف طريق المساومة على الحق، وكانت كلمة سمو الأمير وهو يسلم الراية لسمو أمير دولة الكويت من أروع مقدمات مؤتمر القمة حيث رسمت طريقا سياسيا واضحا حدد فيه سمو الأمير محاور ومبادئ السياسة القطرية التي حاولت أطراف عديدة تشويهها، وكانت قمة المصارحة في كلمة سمو الأمير قد تحددت من خلال التأكيد على ثوابت دولة قطر في دعم تيارات الحرية المسؤولة ورفض صيغ وأساليب الشقاق واحتقار المكونات السياسية المخالفة كما حصل ويحصل في العراق وكان الحرص على مصلحة ومستقبل وحرية الشعب المصري وهو يواجه نتائج التسلط العسكري والانقلاب على الديمقراطية هو العنصر الحاسم في الموقف القطري المسؤول والملتزم، كما كان للملف السوري نصيب الأسد في تلك الكلمة القومية الرائعة عبر تأكيده على حتمية انتصار الشعب السوري الحر ورفضه لكل أساليب القتل والاستئصال واستعمال أسلحة الإبادة القذرة التي لن تحمي الطغاة أو توفر لهم الأمن والأمان بل العكس هو الصحيح، والموقف القطري الصامد والدائم في دعم الثورة السورية في وقت تخلت فيه العديد من الأطراف عن مسؤولياتها هو موقف عز وكرامة وشرف يخلد مواقف سمو الأمير الكريمة المعطاءة. لقد كان سمو الأمير تميم هو عنوان النجاح الواضح للسياسة القطرية كما كان نجم القمة الذي تألق وهو يرسم بعقلية الخبير والمعايش والحريص على مستقبل الأمة وصفة الخلاص وطوي المشاكل، أمير كريم هو العنوان الحقيقي لنجاح وتألق دولة قطر وهي تتهيأ لاحتضان ورشات الإصلاح والتغيير الكبرى.