09 أكتوبر 2025
تسجيلالكل ينتظر فترة الشتاء في كل عام ليستمتع بالأجواء الجميلة في العديد من مناطق بالدولة، وبمجرد حلول الشتاء المنتظر نتفاجأ بالأخبار المؤلمة وفقداننا فلذات أكبادنا من الشباب في مقبرة الموت في رمال سيلين، ولا يمضي أسبوع إلا ونسمع بوقوع حوادث في (سيلين) التي اشتهرت بأنها وجهة للشباب والعائلات للاستمتاع بالعطلات على الشاطئ الخاص بالمنطقة، وقد أفجعت قطر الجمعة الماضي بخبر وقوع حادث مروع راح ضحيته شابان في مقتبل عمريهما وأصيب آخرون، مما جعل مغردين يطلقون وسم #حوادث_سيلين عبر موقع تويتر، للفت النظر إلى ضرورة التحرك سريعاً لإنقاذ أرواح الشباب، مؤكدين أن سيلين تحولت من كونها منطقة للترفيه والتنزه والاستمتاع بالشاطئ إلى مقبرة للشباب، ولا يخفى عليكم أسباب هذه الحوادث، منها زيادة السرعة عند القيادة في الطعوس، والتهور وعدم التركيز، وقيادة المركبات من قبل أشخاص غير مؤهلين، وعدم جاهزية معظم هذه المركبات للاستخدام في الطعوس، وعدم وجود مسارات منظمة لحركة السير، وكما يقول المثل الشعبي (إذا عرف السبب بطل العجب) و(إذا عرف الداء سهل الدواء)، وفي كل عام يتم استنفار جميع الجهات بالدولة لإيجاد الحلول للحد من هذه الظاهرة ولكن كلما يمر الوقت يتضح أن هذه الجهات فشلت في هذا الأمر، والدليل على ذلك ما زال سيل الحوادث المروعة مستمراً، ومن أهم الأسباب أيضا هو تهاون وتساهل أولياء الأمور في التعامل مع هذه الظاهرة لتعاطفهم مع أبنائهم والسماح لهم بسياقة السيارات والتطعيس في الأماكن الخطرة، وحكى اللواء محمد بن سعد الخرجي مدير الإدارة العامة للمرور قبل أيام في إحدى الصحف المحلية أن في إحدى الحالات التي تم فيها حجز السيارة وجاءت الأم تطالب بالسيارة ولم يفرج عنها، وفي اليوم التالي اشترت سيارة للابن وتعرض لحادث له في اليوم نفسه، مشيراً إلى أن الحادث تكرر مع أحد الآباء الذي خسر ابنه بحالة وفاة ناتجة عن حادث مروري بسبب موقف مماثل. علما أن الإسعاف أكدت قبل أيام أنها استقبلت 640 حالة مرضية البعض منها ناتج عن حوادث مرورية، اعتقد أن المسؤولية تقع على الجميع، بالإضافة إلى أولياء الأمور والجهات المعنية بالدولة فهناك الدعاة عليهم مسؤولية في توعية الناس، وكذلك المدارس الثانوية العامة عليها أن تقوم في بداية الشتاء من كل عام بحملة توعوية بين الطلاب. أرى أن الحلول التي طرحت في السنوات السابقة كلها باءت بالفشل، ولم يبق إلا حل واحد وهو التضحية بالترفيه والسياحة في هذه المنطقة ولدينا الكثير من الأماكن الترفيهية وفرتها الدولة وإزالة الرمال الخطرة أو تسويتها أو وضع حواجز حديدية حولها تمنع مرور السيارات والدراجات النارية (البطابط) إلى هذه الكثبان الرملية، مع وضع بوابة حديدية يدخل من خلالها إلى هذه المنطقة الأشخاص فقط بدون سياراتهم وبدون (البطابط)، ونتفق جميعاً أن تعويض الترفيه لأسرنا في أماكن أخرى أهون من فجيعتنا بفقدان أرواح شبابنا، وهل من مجيب لهذه الصرخات؟. [email protected]