12 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر تبني المستقبل

26 فبراير 2016

استفادت قطر من موادها النفطية بكفاءة عالية، وجهدت القيادة القطرية للارتقاء بالبلد من جميع النواحي وسخرت كل الإمكانات من أجل هذا الهدف، وهذا ما يلحظه كل المواطنين والمقيمين، من تطور للخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية والنظافة والخدمات التكنولوجية والعمران والحي الثقافي وغيرها، لكن الأهم من ذلك هو أن الدولة بكل أجهزتها لم تفوت الفرصة للارتقاء بالإنسان وتأهيله للحاضر والمستقبل، فالإنسان هو الثروة الحقيقية لأنه رأسمال المجتمع والوطن وبدونه لا يمكن التقدم إلى الأمام.من هنا انطلق معهد الإدارة العامة في وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بتدريب القياديين في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية ضمن برنامج طموح لزيادة قدراتهم وخبراتهم وصقل مواهبهم.هذا البرنامج الذي استغرق عاما كاملا تحت اسم "برنامج تنمية وتطوير مهارات شاغلي الوظائف القيادية والإشرافية" في الجهات الحكومية هدف لتحقيق "ضمان تواصل القيادات الحالية والمستقبلية، وتمكينهم من القيام بالمهام والمسؤوليات المنوطة بهم، وفق أفضل المعايير العالمية في مجال التنمية الإدارية، وتزويدهم بالمعلومات الإدارية والقانونية والمالية والمهارات الإعلامية، عبر نماذج من التدريبات العملية المرتبطة بالواقع المحلي". سعيا لتزويد القيادات القطرية بالمهارات اللازمة للارتقاء بأداء الجهات الحكومية لرفع عجلة التنمية الشاملة بالدولة، المرتبطة بتحقيق "رؤية قطر الوطنية 2030"، من أجل استمرار العملية التنموية في قطر، وتأمين العيش الكريم للشعب القطري والمقيمين على أرضها، وضمان أعلى مستوى من الكفاءة والأداء والالتزام بالمعايير المهنية والوظيفية في الأجهزة الحكومية.هذا البرنامج المستمر يحظى بالرعاية المباشرة من رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، ومن وزير التنمية الإدارية الدكتور عيسى النعيمي، مما يعبر عن الانشغال بمد الجسور بين الحاضر والمستقبل، ويفسر هذا الاهتمام الكبير من قبل رئيس الوزراء ووزير التنمية الإدارية بهذا البرنامج الطموح.لقد سعدت أن أكون واحدا من نخبة المدربين الذين شاركوا بتدريب 134 مديرا من مختلف الوزارات وأجهزة الدولة على مدار شهور عديدة، وجدت خلالها غالبية من القيادات النهمة للمعرفة والمستزيدة من العلم والخبرة، ليس هذا فحسب، بل اعترف أنني استفدت من خبراتهم العملية وتعلمت منهم الكثير، عندما كنا نناقش المشاكل والحلول الواقعية، وإستراتيجيات العمل والتخطيط والممارسة، ووجدت أن غالبيتهم يتمتعون بقدرات كبيرة لابد من الإشادة بها، وهنا لابد من الإشارة إلى أن العناصر القيادية النسائية كانت في غاية التميز، وسعدت جدا باكتشاف قيادات نسوية حكومية استطيع أن أصفها بأنها "سوبر متميزة"، وأن كل واحدة منهن عبارة عن "عمود" أساس من أعمدة الإدارة الحكومية. وكذا الأمر بالنسبة لبعض القياديين الذين برهنوا أنهم على مستوى عالمي من التأهيل.يحق لقطر أن تفخر بوجود هذه النخبة من القياديين والقياديات، الذين يتعاملون مع العصر بلغته وأدواته وذهنيته، ومحاولتهم الحثيثة لتجاوز العراقيل البيروقراطية والأفكار المعلبة ودفع المسيرة نحو المستقبل الأفضل. وقد تبدى ذلك في لقاءاتهم وحوارهم مع الدكتور عيسى النعيمي، والتي حضرت بعضها، وهي حوارات تميزت بالشفافية والمصارحة والشجاعة، ولم يقل الدكتور النعيمي عنهم صراحة وشجاعة في توصيف وتشخيص المشاكل وطرح الحلول لها والمدى الزمني الذي تحتاجه.هذا البرنامج الطموح كان ثمرة لتعاون وزارة التنمية الإدارية ومعهد الدوحة لدراسة السياسات، وهي ثمرة حلوة المذاق، وإذا كان لابد من ذكر أصحاب الفضل في هذا البرنامج فلابد من ذكر الأستاذ هادي الخيارين، مدير معهد الإدارة العامة، والأستاذ عبد العزيز مجلي، مدير التدريب في الوزارة، ودينامو التدريب فيها، والدكتور عمر الرواشدة، أحد أعمدة التدريب في الوزارة، والدكتور فريد الصحن من معهد الدوحة، والدكتور جورج نعمة، وعدد كبير من الجنود المجهولين، ممن أسهموا بحق في هذا البرنامج المستمر من أجل بناء المستقبل.. مستقبل قطر، الإنسان والمجتمع والدولة.