12 سبتمبر 2025

تسجيل

تعليمنا.. بين المطار والقرار

26 فبراير 2012

نعم فهذه المقالة كتبت في المطار وشبهتها بمن هو في مبنى المطار ومازال مترددا في القرار، وواقعنا التعليمي الذي يبتغي القرار وما بين التردد والجزم مسافات تحلق بنا عاليا لنتخذ القرار، بل ليتخذ كل مسؤول قراره المبني على مصلحة قطر العليا وما ترجوه قيادتها لمخرجات تعليمية أفضل. تنشد كل الدول الراغبة في العلو والتميز تطورا في اقتصادها ونهضتها التنموية الشاملة، أن تكون مخرجاتها التعليمية مواكبة لطموحات الخطط الاستراتيجية لهذه الدول، ولذا لا بد أن يسمع الجميع ما نحتاجه ويحتاجه تعليمنا لنحقق الطموحات ورؤية قطر 2030 التي يسعى كافة أفراد المجتمع لتحقيقها واقعا ملموسا.. تعليمنا بحاجة للاستفادة من كافة الخبرات القطرية التي ركنت على البند المركزي، والاستفادة من عطاءاتهم كمستشارين في مكتب المدارس المستقلة بهيئة التعليم ومكتب تقييم المدارس، فبدلا من أن يأتي للمدارس من يشير وهو لا يملك خبرة كافية أو مهنية عالية، فلماذا لا يتم الاستعانة بهؤلاء؟ وبدلا من أن يأتي قليلو الخبرة ليقيموا إدارات مدرسية مضى على بعض من تولى إداراتها عشرات السنين، بل وبعضهم سبق أن درس له ذلك المدير الكفء؛ فلماذا لا يتم الاستعانة بهؤلاء ولا مانع من إعطائهم دورات تقنية وفنية ليندمجوا مع النظام التعليمي الحديث، مع العلم أن هناك فئة من الشباب المؤهل للقيام بتلك المهام لكنهم بحاجة ماسة لدمجهم مع ذوي الخبرات التربوية التي أفنت سنوات العمر في خدمة التعليم القطري، وخرجت أجيالا منهم الآن الوزير والقاضي والطبيب والمهندس... أليس إجحافا أن يتم ركنهم وعدم الاستفادة من خبراتهم ونقلها لمن يحتاجها؟! تعليمنا بحاجة للقادة التربويين المؤهلين والاكفاء ذوي الشخصية القيادية القوية والاجتماعية المحببة.. هو أو هي يجمع ولا يفرق.. يقضي بالعدل ولا يشتط.. يطبق الانظمة بمرونة ادارية لا مركزية عنجهية، سواء كان ذلك على مستوى الادارات المدرسية أو الادارات العليا والمكاتب والهيئات والوزارة برمتها.. مبتسم حين يستلزم الموقف ذلك.. حازم حين يستدعي الأمر ذلك أحيانا أخرى.. يقرب منه الصادقين الناصحين ويبعد عنه المنافقين ذوي الوجوه المتلونة. تعليمنا بحاجة لمعلم يخاف الله تعالى ويعلم ويضع نصب عينيه أن التعليم رسالة قبل أن يكون مهنةن مخلص في الحضور لحصصه مبكرا، محضرا لدرسه بطريقة فنيه رائعة منوعا طرق التدريس التي يلقيها لطلابه فلا يصيبهم بالملل والضجر.. قوي الشخصية لا يسمح بإضاعة وقت الحصةن متسامح حين يستلزم الأمر التسامح، لا تسمع منه كلمة نابية بل هو المعلم والمربي القدوة، وهو الموجه لطلابه في كل دروب الحياة. تعليمنا بحاجة لتكاتف مديري ومديرات المدارس والنظر للمصلحة العامة لا المصلحة الشخصية، والبعد عن المجاملات التي تضر ولا تنفع لان المتضرر الأول والأخير هم هذا الجيل، ومن هم على الكراسي اليوم ويسعى البعض لرضاهم لن يكونوا غدا، والمجتمع يعلم الصالح الناصح من المجامل المادح. تعليمنا بحاجة للبعد عن الضرب تحت الحزام لمن يقول الحق ويرجو الخير، فترى هذا المسكين او المسكينة قد كثرت عليهم زيارات مستشاري المدارس واخصائيي المعايير، وتكبر اخطائهم مع اجتهادهم، وتنسى حسناتهم، وتوقف طلباتهم المنطقية وترفع فيهم التقارير المجحفة لتشويه سمعتهم، لا لشئ إلا لأنهم يقفون مع الحق ويدافعون عنه، وكأن الوقوف مع الحق جريمة والدفاع عنه محرم وإذا لم تكن معي فأنت ضدي.. تعليمنا بحاجة لولي أمر يشارك في صنع القرار يزور المدرسة دوريا، يشاور ويستشار، ولا يحضر فقط حين يستدعى لمشكلة، بل يحضر ليقف على مدى تقدم ابنه أكاديميا وسلوكيا مساهما في تفوق ابنه. لماذا نرى عزوفا من أولياء امور الطلاب المتفوقين عن الحضور للمدارس لمتابعة أبنائهم بينما يحضر أولياء أمور الطلاب ذوي السلوك السيئ وذوي التحصيل المنخفض؟!! وتلك مسئولية تشاركهم فيهم إدارات المدارس في الدولة. تعليمنا بحاجة لمجالس أمناء فاعلة تعي الهدف من وجودهم في المدارس وأنه دور استشاري ورقابي لكل ما يتعلق بالعملية التعليمية، لا مجرد مجلس رجال أعمال وأسماء. وكم حزنت للسلطوية الموجودة في بعض مجالس الامناء من قبل بعض رؤسائها، وتحكّمهم في قرارات المجلس واستبعاد من لا يرغبون بلا قانون منظم، وإنما لأن ذلك العضو لم يعجبه الحال المزري الذي يمر به مجلس الأمناء ذاكن فاعترض حفاظا على الأمانة التي ألقيت على عاتقه. تعليمنا بحاجة لمناهج تراعي شريعتنا الاسلامية وعاداتنا وتقاليدنا، وترسخ قيمة تاريخ قطر المجيد وحاضرها الزاهر ومستقبلها المشرق بدلا من ذكر حضارات اندثرت وتلاشت. تعليمنا بحاجة لإدارة متخصصة في التعليم الفني والمهني مع تطور التعليم التقني والتجاري وحاجة الدولة الماسة لمخرجات تعليمية فنية وتقنية، فهذه إحدى الدول المجاورة تخصص إدارة خاصة لذلك، بل وبها وكيل وزارة مساعد للتعليم الفني والمهني، ودولة أخرى تخصص هيئة خاصة بهذا النوع من التعليم، خصوصا مع نقص بل وانعدام خبرة البعض ممن يعمل في مكتب معايير المناهج بالتعليم الفني والتجاري ولنا مع ذلك وقفة قادمة. • خلاصة الكلام: إذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادة لي بأني كاملُ [email protected]