11 سبتمبر 2025

تسجيل

ثورة يناير.. التصدي لتحالف الشيطان

26 يناير 2014

مع حلول الذكرى الثالثة لاندلاع ثورة يناير التي أفضت لخلع حسني مبارك جرت مياه كثيرة، فقد دارت عجلة الزمن ليعود الجنرالات إلى السلطة في انقلاب "تحالف الشيطان" من الفلول والعسكر واليسار والليبراليين والقوميين الذين وحدوا صفوفهم من أجل الإطاحة بثورة 25 يناير.اكتست الثورة المصرية أهمية كبيرة بسبب الجغرافيا السياسية التي تتمتع بها مصر، وثقلها الشعبي، مما حول الثورة المصرية إلى "قاطرة" تقود الحالة العربية الراهنة، ولذلك كان الصراع على مصر كبيرا داخليا وخارجيا ومحليا وإقليميا ودوليا، ومن اللحظة الأولى تشكلت محاور عابرة للحدود ضد الثورة، وقد حاولت القوى المعادية للثورة المدعومة من الخارج ماليا وسياسيا وقف المسار الثوري، إلا أنها فشلت في مسعاها بسبب قوة المد الثوري والإصرار الجماهيري على التخلص من النظام الدكتاتوري الفاسد، فما كان من هذه القوى إلا تسليم السلطة إلى "مجلس عسكري" على أمل أن يرسم ملامح المرحلة المقبلة، وقد أفشلت الحراكات الجماهيرية العسكريين على تنظيم انتخابات كسبها مؤيدو الثورة خاصة الإسلاميين الذي حصدوا حوالي 73 في المائة من الأصوات وبعد ذلك فاز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية حاصدا 52 في المائة من أصوات المصريين، ليكون أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.منذ فاز الدكتور مرسي في الانتخابات بدأت المؤامرات ضد الثورة والشرعية والنظام الجديد، وأمطرت السماء المصرية أموالا خارجية، بلغ مجموعها خلال عام من حكم الرئيس المنتخب 6 مليارات دولار، مولت مظاهرات "الأهالي الشرفاء"، وهو الاسم الحركي "للبلطجية"، وخاض "تحالف الشيطان" حرب استنزاف ضد الرئيس مرسي وحكومته، بمساندة إعلام "فاجر" مارس التحريض والتأليب والشيطنة ضد الرئيس المنتخب، وعلمت الدولة العميقة على إعاقة عمل الدولة وأجهزتها، واختفت المشتقات النفطية وتبخر الغاز لإرباك الحياة اليومية للمواطن العادي من أجل "تكفيره" بالثورة والانتخابات والديمقراطية والحكم العادل، والقبول بعد ذلك بأي حكم يعيد الاستقرار للبلد.في هذه الأثناء كان جنرالات المؤسسة العسكرية يحضرون لانقلاب على السلطة وقد كشفت تسريبات فيلمية بثت على اليوتيوب أن قائد الجيش عبدالفتاح السيسي تعهد بإعادة السلطة للجيش في غضون شهور في اجتماع عقد في شهر ديسمبر 2012، أي قبل 6 شهور من انقلاب 3 يوليو المشؤوم، وتم هندسة حركة جماهيرية واسعة في 30 يونيو 2103 وتم إخراجها هوليووديا، وشاركت فيها الكنيسة التي دفعت ملايين الأقباط للنزول إلى الشوارع في تحالف علني مع العسكر والفلول للإطاحة بالإرادة الشعبية.اليوم.. في الذكرى الثالثة لثورة الشعب المصري في يناير يحاصر الانقلابيون ميدان التحرير بالجنود والدبابات والأسلاك الشائكة والبوابات الإلكترونية، للقضاء على رمزية الميدان، لأن الطغمة الانقلابية تخاف من كل الرموز الثورية.. الرئيس المنتخب.. الدستور الشعبي.. ميدان التحرير.. الانتخابات الحرة، ولهذا رفع مؤيدو الانقلاب صور السيسي في ميدان التحرير الذي احتلوه، ووضعوا في الميدان تمثالا لرأس السيسي، ورقص مؤيدو الانقلابيين في الميدان على أنغام "تسلم الأيادي، وانتوا شعب وإحنا شعب".الوضع في مصر بعد 7 شهور من الانقلاب على الثورة في أسوأ أوضاعه، فالخزينة المصرية مفلسة، والعنف في وجه الشعب وهو ما دفع منظمات مثل هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية إلى إصدار تقارير تتهم النظام الانقلابي بممارسة العنف المنهجي بطريقة غير مسبوقة منذ اندلاع ثورة 25 يناير.سقط مبارك وسيسقط السيسي ويندحر الانقلاب، لأن الإرادة الشعبية لا تغلب، والشعب الذي يصر على التظاهر اليومي على مدى شهور طويلة ولا يعبأ بالموت برصاص الانقلابيين لن تهزمه قلة انقلابية وحلف شيطاني إعلامي عسكري فلولي، وتعلمنا الثورات أن النار التي يشعلها الانقلابيون سيحترقون بها كما حدث في تركيا.