15 سبتمبر 2025

تسجيل

عَلى البال..كل التفاصيل

26 يناير 2011

ربما تكون هذه المرة الثانية التي أكتب فيها في المجال الرياضي رغم خوضي المجال هذا في المعمعة الكروية الشهيرة والمضحكة في آن واحد والتي لاتزال آثارها باقية حتى الآن بين منتخب مصر ومنتخب الجزائر رغم المصالحة الإعلامية التي عقد الاتحاد القطري لكرة القدم تمائمها بين رئيسي الاتحادين هنا بالدوحة على إثر خلافاتهما والتراشق الإعلامي العنيف إبان التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وفوز الجزائر بحجز مقعد لها إلى كيب تاون آنذاك وخروجها بالطبع من الدور الأول كعادة المنتخبات العربية القليلة التي تنجح في الوصول إلى مثل هذه البطولات العالمية.. ولا أخفيكم فقد ترددت كثيراً أن أقتحم هذا المجال ثانية لاسيما وان عملي ينصب في الرياضة ولكني ومع دخولنا اللحظات الأخيرة من نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي تقام في الدوحة حالياً وخروج المنتخبات العربية الثمانية من الدور الأول والثاني بنتائج معيبة مخيبة محقت التاريخ لبعض المنتخبات التي أتت إلى قطر فخورة بإمكانياتها فإذا هي تخرج من الأبواب الخلفية مقهورة من ضياع هذه الإمكانيات وفضيحتها التي باتت على كل لسان يشمت حيناً ويتحسر حيناً لكنها بالتأكيد يضحك عليها في الأحيان اخرى فضلت أن أستل قلمي اليوم ليس للحديث عن المنتخب السعودي الذي خرج بهزة أرضية أو عن المنتخب الكويتي الذي خرج هو الآخر بفضيحة كروية أو خروج الإمارات والبحرين وسوريا والأردن وحامل اللقب العراق الذي كنت آمل شخصياً أن يتوج باللقب لاسيما وان الأمل الذي كان يدغدغ مشاعرنا حيناً ويدعوها للتفاؤل حيناً آخر أن يكون "العنابي" هو البطل الجديد لهذه النسخة التي ستتكر بعد أربع سنوات في أستراليا بإذن الله ولكن دائماً ما تأتي رياح ميتسو على غير ما يشتهي شعب قطر الذي تعب من الحلم والانتظار بأن يجد من يمثله خارجياً وهو على ثقة بأن هؤلاء يلعبون لأجل قطر ولا شيء غير قطر.. تعبنا من تأملات ميتسو في اننا نؤسس منتخباً والحقيقة اننا نغير فيه و(نرقع) حتى آخر لحظة ونعلن ان منتخبنا جاهز لخوض أي بطولة ويأتي الواقع ليصدمنا أن التأسيس لم يكن على قدر الآمال.. ففي بطولة كأس آسيا 2011 أثبت لنا ميتسو انه يراوغ وكان علينا أن نكتشف مراوغاته المكشوفة منذ المعسكرات التي سبقت البطولة والمباريات الودية التي جعلت من أقل المنتخبات شهرة بالعالم تفوز علينا وهو لايزال يقول هذه تجريبية والخير قادم لامحالة!.. كان علينا أن نعي تماماً ان ميتسو لا يمكن أن يكون الشخص المناسب الذي يستطيع تحقيق آمال أمة بأسرها مع احترامنا لسيرته الذاتية التي لم تكن موفقة لا في الإمارات أو المغرب بينما نجح يابانياً ولو استمر نجاحه لأبقى عليه منتخب اليابان ولم يفرط فيه لأي اعتبار كان!.. وحتى عندما خسرنا من أوزبكستان في المباراة الافتتاحية التي حضرتها شخصياً وكان يحدوني الأمل أن نسطر كلمتنا القطرية على جنبات استاد خليفة الدولي خرج لنا ميتسو محمر الوجه ولا تزال كلمته الشهيرة تتردد في الآذان "الخير قدام" وصدقنا ليس ثقة بميتسو أو بالمنتخب أساساً ولكن لهفتنا بأن يعلو اسم قطر عالياً خفاقاً ونحن المنظمين للبطولة هو ما جعل آمالنا تتجدد وان الموجودين سيفعلون شيئاً لنا وجاءت مباراتا الصين والكويت وكان اسم قطر هو الأعلى وفرحنا وقلنا على بركة سيفعل لنا هذا (الخبير) شيئاً يحلل ما يأخذه من أموال طائلة ويعيدنا إلى منظومة المنتخبات التي يخشاها الجميع لتأتي مباراتنا مع اليابان وننجح في التقدم ونحن بعشرة لاعبين بعد إصابة ابراهيم ماجد ونـُهزم من عشرة لاعبين يابانيين بعد طرد ظهيرهم الأيمن من المباراة فهل يعقل هذا؟!.. مات الأمل وعدنا لنقطة الصفر الذي أعادنا هو الآخر لمرحلة النقمة على ميتسو ومطالبة من بيده القرار على ترحيله وفض الشراكة معه لأنه حقيقة لا يمثل طموحنا كشعب نريد أن نفخر بمنتخب يلعب باسم قطر وقطر تستحق أن يرفعها الجميع عالياً لا أن يخسفها كما يفعل هذا الشخص في التلاعب بأحلامنا من هزائم ومستوى متواضع لا يتناسب مع قيمة تحضيره وتأسيسه والأموال الطائلة التي تصرف عليه.. وعليه يجب أن يرحل فلم تعد تصريحاته تخدرنا مثل الأمس ولم يعد هو القادر على تحقيق أحلامنا التي يجب أن تتحقق ونحن في الألفية الثالثة من الزمن ولم يعد التبرير بأن الحظ لم يصطف إلى جانبنا هو التبرير الذي يجعلنا نستكين ونهدأ فقد كان غيرنا أشجع باتخاذ قرارات من وسط الدوحة ورحَّل مدربه نزولاً على رغبة الجماهير والمحللين قبل أن يخوض آخر مباراة له بينما نحن معروفون بأن قلوبنا أكبر ونعطي من الفرص آلافاً وتكون في أغلب الأحيان الفرص الضائعة ومن يطالب بالتأني والهدوء فليبتعد فإن كنت تملك ياهذا البال الطويل فنحن نمتلك بالاً يحتفظ بكل التفاصيل المرة!!. فاصلة أخيرة: لترحل.. فأنت الضيف الذي طالت مدة ضيافته.. وأنت الغريب الذي يعيش في مجتمع يعرف كل واحد جاره.. بربك إرحل.