13 سبتمبر 2025

تسجيل

الكفاءة العاطفيّة

25 ديسمبر 2023

النجاح الفكري لا يعني أن تكون ذكياً فقط، بل يجب ان يصاحبه ذكاء آخر وهو الذكاء العاطفي الذي فعّل فعليا منذ عدة سنين مع بروز تصنيفات الأدوار القيادية، ويعتبر معيارا مميزا في أساليب القيادة والإدارة، حيث يثمر معه القدرة على إدارة العواطف والتحكم بمشاعر من هم حولنا سواء في العمل أو خارج أسواره مما يعزز قوة وتماسك القرارات والعلاقات مع الأصدقاء وشركاء العمل لتستمر لأمد طويل، وبالتدريج يستشعر مخرجات الإدارة في مدى تفهم عواطف الآخرين والذي يساعد على تحفيز الابتكار والإتقان والرضا الوظيفي وخلق بيئة إيجابية. ومهما امتاز القائد بمهارات التواصل والاتصال والمستوى العالي من الذكاء، لن يكون قائداً ناجحاً إذا كان يفتقر إلى مهارة الذكاء العاطفي ومهارة الذكاء السمعي والقدرة على اختيار الكلمات للتعبير عن المشاعر واستخدام لغة الجسد في الصياغة، ناهيك عن الوعي الاجتماعي مما يكسبه مهارة التعاطف وكيفية الربط بالشعور الذي يدعم فهم وجهات النظر من اجل تواصل فعال، ولا يمكن لاي جهة عمل ان تستمر إذا كان من يقودها، مدير يفتقر الى هذا الذكاء وليست لديه القدرة في التحكم بعواطفه، وذلك لأنه جزء لا يتجزأ من المهارات الإدارية الذي يحفز النمو الشخصي وكيفية إدارة الذات والمحافظة على الهدوء بالإضافة إلى تطوير بيئة العمل مما يؤثر بشكل إيجابي واضح على الإنتاجية. لقد وصلنا لمرحلة إدراك ووعٍ من خلاله نستطيع التمييز بين المدير أو القائد الجيد والسيئ، فمن لا يكون ذكياً في إدارة مشاعره فهو قائد سيئ وبيئة عمله سامة والإنتاج دون المتوقع، لذا يجب ان يمارس مهارة الذكاء العاطفي ويبتعد عن الانتقاد والغضب والتجريح ويمتلك مهارة التواصل والاتصال الجيد. للأسف، هناك نوعية من القادة يظهر بشكل لطيف مهذب مع الإدارات العليا والابتسامة تعتلي وجهه، يستمع بإنصات واتزان، بالمقابل ليس لديه متسع من الوقت لاستماع وجهات نظر الموظفين والمشاكل الشخصية والمعوقات المهنية لتقديم الأفضل، بل يرغب بأن يكون فقط ذائع الصيت لدى الإدارات العليا، وهو في الأساس لا يعرف حتى أسماء موظفيه بالدائرة، فالقائد الذكي يجب ان يتعايش مع موظفيه، يتعرّف عليهم عن قرب ويكسب الودّ والثقة ليستمد منه قوته وأمانة ذاته. الكثير من الموظفين يذهبون يوميا للعمل، ينجزون وهم ملتزمون الهدوء بانتظار عقارب الساعة تعلن عن نهاية الدوام والاستعداد للذهاب الى المنزل وهكذا، وهذا مؤشر خطير لانخفاض معدل الذكاء العاطفي لدى المسؤول المباشر مما يساهم في كثرة التذمر وقلة التعاون وعدم الرضا. أيها المسؤول، ضع نفسك بمحل الاعراب وبمكانة الموظف، هل ستشعر بالانزعاج والغضب أم بالقلق والتوتر؟ أم كأنك آلة تعمل لتنتج ومتى انتهت صلاحيتك فهنالك البديل؟ نصيحة، اخفض دائرة غرورك واستبدله بذكاء عاطفي ينعم عليك القدرة على التواصل والاستمرارية بنعمة كالتي تحب أن تتلقاها أنت لتحقق هدفك الذي تطمح إليه، وقبل ان تكون بمنصب قيادي، يجب ان تكون على علم بأهمية العواطف والمشاعر وكيف تلعب دوراً كبيراً وبنبض حيوي في بيئة العمل، وقدّر مشاعر الموظفين بالتفاعل والتواصل والاهتمام، وكن على يقين بأن الخبرة لوحدها غير كافية، يجب ان تقترن بالكفاءة العاطفية لما له شأن في التميز الوظيفي وبناء علاقات قوية واتخاذ قرارات موضوعية صائبة.