16 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا نعلم كيف غزت وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا، وكيف تربعت على عرش اهتمامنا وكيف أنستنا حياتنا الحقيقية الخالية من العقد والمثاليات، كنا نعيش على طبيعتنا بنوع من السرية والتحفظ، نحترم قيمنا ومبادئنا ونكتفي بمعلومة وجدناها في كتاب ما أو تلقينها من وسائل الإعلام البسيطة، كانت حياتنا بسيطة، تحمل الجمال بأنواعه، نيات صافية وعقول مفكرة ومدبرة خاليه من الهموم، ولكن سرعان ما تبدل حالنا وأصبحنا عبيدا للأجهزة نصدق كل ما يصلنا من معلومات ونصائح وإرشادات بل نطبق ما جاء بها ونسير خلف متاهات ليس لها نهاية، كل حسب اهتمامه لم نعد نشعر بالأمان الذي كنا نشعر به قبل وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة "الواتس أب"، فهناك مداخلات وأرقام غريبة لا نعرف إلى أي جهة تنتمي، وانتشرت التحذيرات المختلفة حول هذه الأرقام، فلم نعد نهنأ بشيء، كثرت المعلومات بأنواعها الصحية والثقافية والاجتماعية والأسرية، الكل يدلي بدلوه الكل ينصح ويفتي ويفسر ويحلل ولا نعرف الصواب، فقد تقطعت العلاقات وتكسرت الخواطر وانكشفت الأسرار وتبدلت الأحوال وأصبحنا في بيت واحد غرباء، فالكل مشغول لكل منا عالمه الخاص، فُرقنا عقليا بالرغم من وجودنا جسديا مع بعضنا البعض، وأصبحنا نُراقَب ونُراقِب، انعدمت الخصوصية وسرنا في دوامة التطور والحداثة التي أخرجتنا إلى نطاق واسع تهنا فيه وضعنا إلا من رحم الله .كلمة أخيرةكانت وسائل التواصل لأهداف هامة إلا أننا أسأنا استخدامها فضرتنا .