لطفي بو شناق

هو واحد من الناس الذين حباهم الله موهبة سخية تتمثل في صوت قوي.. صوت يعكس خصوبة العطاء وقدرة التعبير وملكة الحضور التي تتمكن منه ومن إحساسه وتجعله يبدع في غنائه، لديه القدرة على التحليق في أعالي النغم لينقل من يسمعه إلى آفاق رحبة بعيدة عن مظاهر التلوث الصوتي التي أصبحت تطاردنا ليل نهار.. أصوات ليس لديها إلا موسيقات وإيقاعات محفوظة مهترئة إن صح هذا التعبير.. وكما أطلقت عليها ذات يوم موسيقات "الميكروباصات العشوائية"... وهذا الصوت يعيد إليك حالات البهجة والفرح والشجن الغنائي الجميل.. وهو صاحب موهبة قادرة وقوية يستطيع أن يغني على المسرح ساعات وساعات بل وأن يلقي الشعر ساعات دون أن تمل أو يمل من أدائه.هو الصوت التونسي الجميل لطفي بو شناق الذي غنى لنا مؤخراً الأغنية الساحرة "أنا مواطن" التي أطربت أسماع عشاقه من المحيط إلى الخليج.. لطفي دائماً يتحكم فيما يقوله.. وما يهدف إليه ولذا تبهرنا براعة أدائه المحلق.. بصوته القادر على إيصال الفن الجميل والأغنية الشجية بإحساسه الواضح وتعبير كلماته ولحنه.احترف بو شناق الغناء عام 1978 وأصبحت موهبته هي طريقه في عالم الموسيقى والغناء وحينذاك تعرف على الملحن أحمد صدقي عاشق النغم الشرقي الأصيل وأعجب به وتصور بو شناق أن أبواب الشهرة ستفتح له.. بعد أن وضع له لحناً من أجمل ألحانه وقد اختار له كلمات بديعة عميقة للشاعر بيرم التونسي وحصل لطفي على امتياز حينما أجازته لجنة الموسيقى والغناء.. ثم تعاون مع سيد مكاوي.. وغيره من الملحنين وعرفت أغانيه عن طريق إذاعة صوت العرب في ذاك الوقت.بو شناق يعشق الشعر العربي ويحفظ الكثير منه.. لأنه يؤمن بأن أشعار شوقي وحافظ وجبران والشابي وكامل الشناوي وغيرهم هي الملاذ الوافي الذي يحمي أسماعنا من مطاردة الكلمات السخيفة والأغاني الرديئة التي تحيط بنا من مطربي ومطربات الميكروباصات والعشوائيات.ويا أهل الإعلام اعطوا فن بو شناق حقه فهو حقيقة ما زال مهضوماً.