10 سبتمبر 2025

تسجيل

السوق وسط توقعات ضعف أسعار النفط

25 نوفمبر 2015

محمد خضر الشطي(42 دولارا أدنى مستوى ممكن توقعه للأسعار خلال الفترة القادمة)بلغ متوسط سعر نفط خام الإشارة برنت خلال السنوات 1980 – 2015 عند 42 دولارا للبرميل، وأدنى مستوى له خلال 2014 و2015 عند 40 دولارا للبرميل، وهو وإن كان يحمل أي دلالة ذات معنى، فإنه قد يكون، هذا أدنى مستوى ممكن توقعه للأسعار خلال الفترة القادمة، ويعني أيضا أن سعر النفط الكويتي يدور حول 35 دولارا للبرميل في أدنى مستوياته، وأيضا يصب في التوقعات الحالية التي تعتقد أن السوق حالياً قد اقترب فعلياً من أدنى مستوى يسجله وسط ضعف أساسيات السوق من حيث الوفرة النفطية وارتفاع المخزون من النفط الخام والمنتجات البترولية. هذا وتصب ديناميكية حراك أسعار النفط في مسار إعادة التوازن للسوق النفطية بوتيرة ضعيفة نسبياً، مع اتساع الكونتانجو، لنفوط الإشارة برنت وغرب تكساس المتوسط بما يشجع التخزين عموماً.وفي تطوير انطباعات إيجابية يتوقع بانك أوف أمريكا أن يسهم استمرار ارتفاع الدولار خصوصا إذا ما قام البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة كما هو متوقع مع نهاية العام، إلى استمرار الضغوط على أسعار النفط وهو ما قد يعني تحفيز إحداث تغير في سياسة الأوبك الحالية والتي تدعو للمحافظة على الحصص في السوق النفطية.كما يعتقد بعض المراقبين بأن الأمور التي يتم التغافل عنها، هي رغم الشكوك حول أداء الاقتصاد العالمي والذي يبدو من خلال قيام العديد من الهيئات الاقتصادية بخفض في توقعاتها لمعدل النمو، فإن ضعف أسعار النفط يسهم في دعم تعافي الاقتصاد العالمي.ورغم ذلك فقد شهدت السوق النفطية بعض المستجدات والتي كان لها الأثر في تحول السوق نحو الارتفاع في المرحلة الحالية، ومن بينها أن الشركات النفطية في العالم مثل شيفرون وإكسون وشل وبي بي أو حتى الصينية أو شركات التنقيب الأمريكية بدأت بالإعلان عن خفض في موازنة الإنفاق الرأسمالي لعام 2015، وهذه تقدم إشارة إلى أن هناك تحديا أمام الاستثمارات في إنتاج نفط جديد ربما تظهر آثاره في المستقبل، وقد أكد وزير البترول السعودي حين أوضح في كلمة له بأن المنتجين العرب يحتاجون لاستثمار 700 مليار دولار خلال العشر سنوات القادمة لتعزيز دور المنطقة في الصناعة، وأن معدل الاستنزاف في حقول الإنتاج حاليا يصل إلى 4 ملايين برميل يومياً، وأن العالم يحتاج لإضافة 5 ملايين برميل يوميا جديد كل سنة لتغطية معدل الاستنزاف الحالي وهو ما يدعو الوزير السعودي للتفاؤل بالنسبة لأسواق النفط في المستقبل.وبالنسبة للإمدادات من خارج الأوبك فإن دراسة جديدة للبيت الاستشاري إينرجي سيكيورتي أناليسس تؤكد ما ذهب إليه بعض بيوت الاستشارة والتي تتوقع انخفاضا في إمدادات النفط من خارج الأوبك بمقدار قد يصل إلى 300 ألف برميل يومياً، وهو ما يشير إلى أن آفاق تحقيق توازن السوق بات قريبا وأيضا بأن الطلب على نفط الأوبك ربما يشهد زيادة في عام 2016، ليدور في فلك 31.3 مليون برميل يومياً، وتقدر الدراسة الفائض خلال عام 2016 فقط 600 ألف برميل يوميا إذا ما استمر إنتاج الأوبك قريبا من 32 مليون برميل مع دخول إيران للسوق النفطية، ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط الصخري الأمريكي من 5 ملايين برميل يوميا خلال عام 2015 إلى 4.4 مليون برميل يوميا خلال عام 2016 يعني انخفاضا بمقدار 550 ألف برميل يوميا، كما يسجل عدد منصات الحفر انخفاضاً كبيراً منذ شهر أكتوبر 2014 وإلى اليوم، ليؤثر في إنتاج النفط الصخري وسط ضعف أسعار نفط خام الإشارة برنت، وعليه فإن أسعار النفط الخام تدور حول 54 دولارا للبرميل خلال عام 2016 وتبقى الفروقات مع نفط خام الإشارة دبي تدور حول 3 دولارات للبرميل، وأن مؤشرات توازن السوق النفطية مرهونة ببدء سحوبات من المخزون النفطي والتي يراهن العديد من المراقبين أنها تبدأ من النصف الثاني من عام 2016. وفي إطار التنافس على الأسواق الآسيوية، تذكر مصادر السوق أن مبيعات روسيا من النفط الخام إلى أوروبا حافظت على مستوياتها خلال عام 2015 عند 3.5 مليون برميل يومياً، بينما نجحت في رفع مبيعاتها إلى أسواق الشرق الآسيوية بـ300 ألف برميل يوميا لتصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا خلال عام 2015، وأن إضافة 300 ألف برميل يوميا أخرى لأسواق الشرق خلال عام 2016 يتطلب حسومات في الصيغ التسعيرية.يتوقع البيت الاستشاري إينرجي سيكيورتي أناليسس كذلك ضعف في هوامش أرباح المصافي خلال عام 2016 عموما، مقارنة مع أداء المصافي في عام 2015 وعلى وجه الخصوص في النصف الثاني من عام 2016، وأن ذلك له علاقة بارتفاع المعروض من منتج زيت الغاز والديزل وتأثير ذلك على ضعف أساسيات السوق.من السيناريوهات التي تغطيها وكالة الطاقة الدولية في إصدارها السنوي الجديد بأن أسعار النفط قد تظل ضمن نطاق 50 – 60 دولارا للبرميل حتى عام 2020 في حال استمرار الفائض في السوق وعدم استجابة إنتاج النفط الصخري لضعف الأسعار كما هو متوقع.