15 سبتمبر 2025

تسجيل

ثورة على النفس

25 نوفمبر 2013

سمعت ذات يوم إمام الدعاة الشيخ الشعراوي يقول إن المسلم الذي لديه يقين بإسلامه ودينه وقرآنه ورسوله وسنته المطهرة، كمن يمسك سيفا باطشا بيد قويه واثقة مما تفعله، وإن المسلم الذي لديه إيمان ضعيف كمن يمسك سيفه بيد ضعيفه مرتعشة وسرعان مايسقط سيفه من يده، ساعتها العيب ليس في السيف وإنما باليد التي تحمله. وأرى أن هذا هو حالنا اليوم حين يُتهم ديننا في مواضع كثيرة من العالم بالإرهاب بل ويخشى الكثير منا في السفر أن يفصح عن هويته العربية الإسلامية مغبة أن يورط في شئ لم يفعله. والحق أقول إننا في حاجة لفهم صحيح لديننا الاسلامي الحنيف، مرة أخرى ومعرفة أي دين عظيم نَتدَين به، وأي رسول أدى أمانته كما يليق بخاتم المرسلين وسيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد ابن عبدالله عليه أزكى السلام. إننا في حاجة لثورة مع النفس، لصحوة دينية نثقف بها طلابنا في المدارس من خلال مناهجنا الاسلامية، والتركيز في المناهج على كتاب الله والسنة النبوية الصحيحة، وصحوة مع أنفسنا وأبنائنا في بيوتنا لمعرفة الدين الصحيح الخالي من العنف والخالي من الدجل والشعوذة، والخالي من العنصرية والتعالي على الناس. إننا في حاجة الى إعادة تتبع نهج وخلق سيد الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وصحابته الأطهار المكرمين، إننا في حاجة الى مزيد من الفهم والتعمق في دين أهملنا ينابيعه الحقيقية الصافية، وفي حاجة الى نبذ فتاوى بعض شيوخ الفتن والضلال أينما كانوا وأينما حلوا.، والذين يشوهون صورة الدين باسم الدين، والدين برئ منهم. وفي ذلك تذكرت قصة تصب في هذا المعنى حيث يحكى أن ابنة هولاكو زعيمِ التتار كانت تطوف في بغداد، فرأت جمعاً من الناس يلتفـون على رجل منهم، فسألت عنه فإذا هو عالم من علماء المسلمين، فأمرت بإحضاره. فلما مٌثل بين يديها سألته قائلة: ألستم المؤمنين بالله؟ قال: بلى قالت: ألا تزعمون أن الله يؤيد بنصره من يشاء؟ قال: بلى قالت: ألم ينصرنا الله عليكم؟ قال: بلى قالت: أفلا يعني ذلك أننا أحب إلى الله منكم؟ قال: لا قالت: لم؟! قال: ألا تعرفين راعي الغنم؟ قالت: بلى قال: ألا يكون مع قطيعه بعض الكلاب؟ قالت: بلى قال: ما يفعل الراعي إذا شردت بعض أغنامه، وخرجت عن سلطانه؟ قالت: يرسل عليها كلابه لتعيدها إلى سلطانه. قال: كم تستمر في مطاردة الخراف؟ قالت: ما دامت شاردة. قال: فأنتم أيها التتار كلاب الله في أرضه وطالما بقينا شاردين عن منهج الله وطاعته فستبقون ورائنا حتى نعود إليه جٌل وعلا. وأخيرا الثورة على النفس ضرورة حتمية لمراجعة كل إنسان لنفسه وبحث سلبياته وأخطائه للتخلص منها ولا أحد رقيب على هذه الثورة الفردية سوى الله سبحانه وتعالى ويأتي بعد ذلك دور الضمير الحي لكل فرد، إذن نحن في حاجة الى ثورة على كل ما هو باطل وثورة على كل ما يسيئ لديننا الحنيف، وثورة على كل تخاذل بسببه يكرهوننا الآخرون، وثورة على كل ما هو عقيم لا يؤدي بنفع على هذه الأمة الإسلامية اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.