02 أكتوبر 2025
تسجيلأهنئ سعادتكم على الثقة الغالية التي اولاكم اياها سمو الأمير وانني على يقين بأنكم أهل لهذه الثقة لما عرف عنكم من الصلاح والتقوى وحب العمل وقد كنتم مثالا جيدا في عملكم السابق ولم نسمع عنكم الا كل خير. اود ان اركز في رسالتي اليكم على أمر هام وجامع يختص بركن مهم جدًا في المجتمع المسلم. وهو مكانة المسجد ودوره الفعال بالنسبة لجميع المسلمين. •أولا: المسجد كمنشأة وبناء نتمنى أن نظهر الوجه الحضاري للدولة بتميز البناء وانعكاس الطابع التقليدي القطري ووجود المساحات الكافية حوله وسهولة الوصول اليه. كذلك العناية بمبنى المسجد والمرافق الملحقة به كالمكتبات وبيوت الائمة والمؤذنين ومواقف السيارات والحدائق والتي للاسف تختلف في طبيعتها حسب عناية المصلين بها.. نحن بحاجة الى وضع جدول دوري معتمد لصيانة المساجد والاهتمام بها.. مثلًا المساجد التي تجاوز عمرها 20 سنة يجب أن تخضع لصيانة شاملة مع مراعاة الصيانة الدورية بشكلٍ دقيق لكل المساجد ومتابعة احتياجاتها من ماء وكهرباء وتكييف وأعمال نجارة والومنيوم وفرش(سجاد) وصحيات وغيرها. هذا يتطلب تعيين كوادر فنية بكفاءة عالية وبعدد يكفي للقيام بمهام المتابعة الدورية والدائمة وليس كما يحصل حاليًا في طلبات الصيانة التي تتأخر كثيرا في تنفيذها. وضع جداول زمنية محددة في خطة خمسية للنهوض بواقع المساجد من الناحية العمرانية والجمالية يصب في خدمة بيوت الله (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ..). •ثانيا: المسجد كمحطة إيمانية تربوية هذا المحور لا يقل أهمية عما سبقه، فالمساجد إضافة الى دورها في إقامة الفرائض فهي محاضن تربوية، يستقي من خلالها أهل الحي الدين والعلم والتزكية للانفس والتربية للابناء ومبتغانا ان يصبح المسجد ملاذا اجتماعيا يقوم من خلاله الدعاة بدورهم في التوجيه والنصح وتقريب المسافات بين المتخالفين وحل الإشكالات بين افراد الاسرة. اعادة المسجد للقيام بدوره الإيجابي في المجتمع هو من اهم الأولويات التي نتمنى ان تحظى باهتمام سعادتكم. هذا المحور يترتب عليه تحسين واقع موظفي المساجد من أئمة وخطباء ودعاة ومؤذنين ومحفظين للقرآن، وتطوير من هو بحاجة الى تطوير بإعطائهم دورات تأهيلية في كيفية التعامل مع افراد المجتمع ويقابل ذلك المساهمة في تحسين الواقع المعاشي لهذه الشريحة للتخفيف عنها وبالتالي دفعها باتجاه استكمال دورها الحقيقي في المجتمع. واقتراحنا للفقرة أولا او ثانيا هو الاستعانة بالوقف لأنه مصدر ثري جدا لاحداث هذه القفزة في تطوير المساجد من الناحيتين العمرانية والدعوية ولن يؤثر ذلك على ميزانية الوزارة والحمد لله اوقاف اهل قطر بارزة وشامخة وصداها وخيرها في الخارج والداخل وخاصة لعمارة المساجد والصرف على صيانتها والاهتمام بها. استثمار هذا المصدر بما يعود على المجتمع من نفع من اهم شروط الواقفين الخيرين رحمهم الله تعالى واطال الله في اعمار الأحياء منهم.. كلنا ثقة في ان نرى من خلالكم نقلة نوعية في دور المساجد لتكون حقًا منارة للهدى والاصلاح.. وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.