10 سبتمبر 2025

تسجيل

انفجار مصر

25 أكتوبر 2016

أياً تكن السيناريوهات المحتملة في المستقبل القريب، فإن مصر تبدو على وشك الانفجار، بعد ان وصلت الأزمات الداخلية الى حدود ما بعد القدرة على التحمل، وبعد أن نفد صبر المصريين على "النيلة" وشربوا "المر" ألواناً.هل يمكن أن تنفجر الاوضاع في مصر؟ هذا محتمل.. وهل يمكن ان يجلس المصريون في منازلهم بانتظار "مخلص" يهبط من السماء، أو يخرج من الارض؟ هذا ايضا محتمل. وبين هذين الطرفين المتناقضين، ثمة احتمالات أخرى، منها أن يلجأ نظام السيسي ـ الانقلابي ـ الى العنف الشديد لقمع اي حركة جماهيرية مهما كانت صغيرة.تبقى مشكلة مصر الكبرى في نخبها الفاسدة؛ الإعلام، والقضاء فاسد، والمثقفون في غالبيتهم، ورجال الأعمال، والقيادات البيروقراطية، والعسكر والجنرالات، والاجهزة الامنية، والمؤسسة العسكرية، والمعارضة العاجزة، وهذا يعني ان القيادة الحقيقية للتغيير في مصر موجودة في الشارع، وهذا أمر يصعب عملية التغيير كثيراً، مع ان له ايجابيات كثيرة في نفس الوقت. ولأن النخب المصرية المعارضة عاجزة عن فعل شيء، وهي بدورها تنتظر "المخلص"، فإن حركة لا يعرف عنها شيء؛ اسمها "حركة غلابة"، استطاعت أن تملأ الدنيا، وأن تحدد موعداً هو 11/11 المقبل للتظاهر من أجل إسقاط الانقلاب العسكري.الشيء المؤكد أن المواطن المصري وصل الى الحد الأقصى من القدرة على احتمال؛ الجوع، والفقر، والبطالة، والفساد، والرشوة، والتجبر، والطغيان، وغلاء الأسعار، وتدهور الاقتصاد، وانخفاض المستوى المعيشي، إلى ما دون الحد الأدنى، وهو ما يضع مصر فوق فوهة البركان، الذي يمكن أن ينفجر في 11 نوفمبر المقبل، وهذا ما يتخوف منه نظام السيسي الانقلابي، ويستنفر بلطجيته، وأجهزة أمنه، وإعلامه.