29 أكتوبر 2025

تسجيل

إرهاب الدولة الميليشياوي في العراق

25 أكتوبر 2014

فضيحة جديدة ورهيبة كشفتها جريمة اختطاف سيدة الأعمال العراقية الكردية "سارة حميد ميران" التي اختطفت من مدينة البصرة جنوبي العراق، لتظهر بعد أكثر من شهر في حي الكرادة الشيعي في بغداد، بعد أن تمكنت من الهرب من خاطفيها وسلمت نفسها لأقرب دورية للشرطة، وحيث تبين أن من خطفها أحد أبرز ميليشيات الحكومة العراقية والتي تقود عمليات الحشد الشعبي والتطهير الطائفية وقتل أهل السنة، وهي عصابة (عصائب أهل الحق) التي يقودها المعمم الإرهابي قيس الخزعلي الذي يعتبر أحد أهم حلفاء رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، كما أنه أحد أبرز الزعامات الإرهابية الطائفية التي يعتمد عليها النظام الإيراني والتي أناط بها مسؤوليات ومهام عسكرية وأمنية وإرهابية كبرى ورئيسية ضمن إطار تفعيل إطار الحرب الطائفية في العراق، والتي كان للنظام الإيراني اليد الطولى والمركزية في شحنها بأدوات وعصابات الموت التي زرعت الرعب في الشارع العراقي وشيدت جدران الدم بين أبناء الشعب الواحد.. انكشاف جريمة الخطف ودوافعها الابتزازية والهادفة للحصول على فدية مقدارها أكثر من مليون ونصف المليون دولار أمريكي يدفع بالحكومة العراقية إن كان هنالك ثمة شيء من هذا القبيل، إلى التصرف القانوني الفوري والمبادرة لاعتقال قيادة تلك الميليشيا ومحاسبتها على ما تم وتقديمها لمحاكمة عاجلة عبر تفعيل وتطبيق المادة 4 إرهاب! ولكن كل ذلك السيناريو القانوني مجرد حلم في ليلة صيف! فحيدر العبادي كسلفه الطالح نوري المالكي مجرد دمية طائفية إيرانية يحظى بحماية الميليشيات ويعمل في قمة الهرم الحكومي من أجل تسهيل مهامها وفرض هيمنتها على الشارع العراقي استجابة لرغبات وأوامر ونواهي الولي الإيراني الفقيه وهو لا يمتلك أصلا سلطة محاسبتها أو سؤالها عن الانتهاكات فضلا عن محاكمتها! فتلك مهمة أكبر منه ومن سلطاته وإمكاناته بكثير، لقد حسمت قوات الشرطة الوطنية أمر عملية الاختطاف الإرهابية وتعاملت مع المرتزقة والمأجورين والإرهابيين من دواعش السلطة بمسؤولية وطنية وأخلاقية مهنية عالية، وقد حدثت كل تلك التطورات والعبادي يقوم بزيارة الولاء الطهرانية الأولى لنظام الملالي.. اليوم وأمام انكشاف حقيقة الإرهاب وهو إرهاب عصابات السلطة هل من الممكن للعبادي أن يتصرف تصرف رجل الدولة ويعتقل الإرهابي قيس الخزعلي؟ أم أن قوته السلطوية وتهديداته الكلامية تتلاشى أمام أهل الإرهاب الأسود الذين اعتمروا العمائم البيضاء والسوداء وباشروا بعملية سحق وتدمير العراق من الداخل خدمة لأسيادهم في طهران، طبعا ستعمد السلطة للمراوغة والتهرب من المسؤوليات القانونية والتبرير بأن عصابات العصائب أو الأفراد الذين قاموا بتلك الجريمة لا يمثلون موقف العصائب، وإن ما حصل هو مجرد تصرف فردي لعناصر منحرفة من التنظيم!! وأن الخزعلي وبقية الشلة لا يتحملون أي مسؤولية فيما تم! بل إن الحق كل الحق يقع على الطليان وجماهير الأنس والجان! وهنا أود التذكير بحادثة إرهابية وقعت عام 2004 على ما أعتقد حينما قامت ميليشيات مسلحة بخطف اللواء توفيق الياسري من منزله في اليرموك، بعد أن ترددت معلومات عن احتمال تكليفه بوزارة الداخلية وهو الأمر الذي لا يروق لهم بالمرة فعمدوا لخطفه وتم إطلاق سراحه بعد دفع أسرته لفدية قدرها 200 ألف دولار، وتبين لاحقا أن من خطفه هم جماعة عبدالعزيز الحكيم (والد عمار)، لكي لا يتسلم الوزارة شخص غير مرشحهم وقتذاك، وكان باقر صولاغ أفندي! من هنا يتبين بأن "حاميها حراميها"، وبأن أهل الميليشيات هم رمز للغدر والجريمة والسبب الرئيس في دمار وتشظي العراق، وسكوت حكومة العبادي عن جهة الاختطاف يؤكد ضلوعها في الإرهاب ودعمه والمشاركة به؛ اللهم إلا إذا تصرف العبادي بشكل وأسلوب رجل الدولة المسؤول وهو الأمر الذي لن يحصل ولم يحصل ولا يمكن أن يحصل بين أوساط وأتباع أهل أحزاب الطائفية والضلالة السوداء.. حكومة العراق هي من تمارس وتدعم الإرهاب ورب الكعبة!! لذلك فالإرهاب الإيراني الطائفي في نعيم!