27 سبتمبر 2025

تسجيل

بعصاي اتحدى اعاقتي

25 أكتوبر 2012

في تجربة جميلة وفريدة قدم معهد النور احتفالية مميزة بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء . والمقصود بالعصا البيضاء هو التضامن مع المكفوفين ونشر الوعي الكافي عن استخداماتها بينهم . هذة الأحتفالية تضمنت مسيرة شعبية لطلاب المعهد مع المشاركيين من طلاب المدارس وبعض الشخصيات الأعلامية والثقافية والتربوية. مشاركة شخصيات مختلفة من المجتمع كان لها الأثر الطيب في لفت النظرالى هذا النوع من الأعاقة وكذلك تسليط الضوء على اهمية استخدام العصا الحديثة والمتطورة لخدمة الكفيف . ما شدني في هذة التجربة هو اهتمام المنظمين بان يشارك الضيوف بأنفسهم فيها. فقد كان لتعلم استخدام العصا والمشي بها جنبا الى جنب مع الأطفال المكفوفين انعكاسا ايجابيا تمثل بأن نعيش كامل الأحساس الذي يشعرون بة في الطريق وكيفية تخطي العقبات التي تصادفهم . ومن جانب اخر هو شعور الكفيف بأن هناك من يشاركة ويشعر بة ويشجعة على تخطي الأعاقة بكل حب ورحابة صدر . احساس المشاركة في المهرجانات والأحتفالات وحضور اولياء الأمورفي حد ذاتة جميل وممتع لكل الأطفال . وقد يزيد ويتنامى لمن هم محرومون من احدى النعم . ومن وكذلك هو نشر لثقافة الشعارات العالمية وتطبيقها بين اوساط المجتمع بشكل ايجابي . المفاجأة الصعبة التي قدمها المنظمون لنا كضييوف هو جعلنا نتناول وجبة الغداء معصوبي العينين في مطعم مظلم نصلة بعد ممر طويل ولا نستخدم للأستدلال بة سوى العصا البيضاء . هنا يأتي الأحساس الأكبر لجزء من المعاناة التي يتعايش معها الكفيف يوميا وبكل سهولة . بصراحة لقد وجدت صعوبة جدا في الأستدلال على الطريق وحينما وصلت الى الطاولة بتوجيهات صوتية لم اعرف حتى كيف يمكن الجلوس على الكرسي ولا نوع القاعة وما مدى فخامتها وديكوراتها الجميلة وتنظيمها الرائع ومن ثم الأصعب من ذلك كيفية تناول الطعام ..مستحيل !! من الصعب جدا ان تختار النوع وانما تعتمد على الصدفة فيما يمكن ان تلتقطة امامك من الصحن ،هذا مع الحذر الشديد في ان تناول كاس الماء ..الخ . تلك التجربة تضع المبصرين في مستوى قريب جدا لشعور اخوانهم الكفيفين . بكل نجاح وتفوق استطاع معهد النوران يضع لنفسة بصمة مضيئة تنير افئدة افراد المجتمع المختلفة . هناك العديد من الفعاليات التي صاحبت الأحتفالية كمعرض للفنون وخيالة كانت تصاحب المسيرة وغيرها والتي يستحق الأخوة والأخوات عليها كل الشكر والتقدير في معهد مشرق يمتاز بمباني جميلة ونظام دقيق واقسام تعليمية وطبية مميزة يشرف عليها نخبة من افضل الأختصاصين . هذا مع خالص شكري تقديري الى شعلة النشاط ،الذي تجدة في كل مكان ويهتم وينظم كل صغيرة وكبيرة الأستاذ خالد الشعيبي مدير العلاقات العامة بالمعهد . تجربة اليوم العالمي للعصا البيضاء يجب ان لا تتوقف على مناسبة واحدة في يوم واحد . ما اتمناه هو ان نمارسها بأستمرار وفي منازلنا فمثلا نطبق ان لا نشعل الأضاءة ليلا لمدة ساعة في المنزل اوان نتناول وجبة ونحن معصوبي العينين ومن ثم نطبق باقي الممارسات بالتدريج مع الأخذ بالأعتبار وجود شخص دليل في كل الحالات . وكذلك يمكن تطبيق مثل تلك التجربة على اعاقات اخرى مختلفة . من واقع تجربتي الأفتراضية لهذا النوع من الأعاقة شعرت بان الكفيف يحتاج ان يصف لة احدا المكان الذي هو فية ويتعرف على من حولة لتكتمل لة الصورة ..، قد يأتي اليوم الذي يتوصل فية العلم الى جهاز يقوم بذلك. اتمنى ان تتبنى دولة قطر يوما مخصصا للأحتفال بذوي الأحتياجات الخاصة غير اليوم العالمي ،وان نستخدم فية شعارات وطنية تتغير كل سنة لتشمل كافة الشرائح المتعددة للأعاقات وان يكون الأحتفال ظاهرة مميزة يعرفها كل من يعيش على هذة الأرض الطيبة.